تصعيد مستمر في البادية والنظام يتكتم على حجم خسائره البشرية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص-SY24

تشهد البادية السورية الممتدة بين محافظات دير الزور وحمص والرقة تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، وسط مخاوف من عودة قوية لتنظيم داعش في المنطقة.

وتفيد التقارير الواردة من الميدان بفشل الحملة العسكرية التي أطلقتها قوات النظام السوري وحلفاؤه قبل نحو شهر في تحقيق أهدافها المعلنة.

وبحسب مصادر ميدانية، فإن ثلاث فرق عسكرية تابعة للنظام، بما فيها ميليشيا الفرقة الثامنة بقيادة المدعو سهيل الحسن وميليشيا الفرقة الرابعة، إضافة إلى ميليشيا “لواء القدس” وقوات أخرى، شاركت في عمليات تمشيط واسعة النطاق في البادية.

ورغم استخدام أسلحة ثقيلة ودبابات، لم تتمكن هذه القوات من إلحاق خسائر تذكر بصفوف مقاتلي داعش.

وتشير المعلومات إلى أن خلايا التنظيم تستغل ظلام الليل للتحرك وتنفيذ هجمات مباغتة ضد مواقع قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها.

ويثير هذا الوضع مخاوف جدية من إمكانية عودة داعش بقوة إلى المشهد في كل من سوريا والعراق، مع تركيز خاص على منطقة البادية السورية.

ويلاحظ مراقبون أن قوات النظام تتكتم على حجم الخسائر التي تتكبدها في صفوفها، في محاولة على ما يبدو للحفاظ على معنويات قواتها وتجنب الاعتراف بفشل حملتها العسكرية.

ويرى خبراء أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة، مع احتمال استغلال داعش للفراغ الأمني لتعزيز وجوده وتوسيع نطاق عملياته.

وحول ذلك، قال الناشط السياسي المهتم بملف البادية محمود أبو يوسف لمنصة SY24، إن “هناك ضغوطات كبيرة من حاضنة النظام بسبب الخسائر التي تتكبدها قواته وعناصر ميليشياته على يد تنظيم داعش وخلاياه في البادية، ومن أجل ذلك لا يجرؤ النظام اليوم على الإعلان عن حجم الخسائر البشرية والمادية بين صفوف قواته، ولذلك أيضاً يواصل الادعاء بشن حملات تمشيط بحثاً عن داعش مع العلم أنه يعلم بأنه لا فائدة مرجوة منها”.

ورأى أبو يوسف أن طبيعة المنطقة عصية على قوات النظام السوري وميليشياته بينما تتحرك خلايا داعش بكل سهولة وخاصة في الأجواء المناخية الغبارية وتحت جنح الظلام، وقد رصدنا مؤخراً حالات فرار لعناصر النظام من جبهات القتال ضد داعش بسبب الخوف والهجمات المباغتة وعمليات الأسر والاختطاف، حسب تعبيره.

ومنذ عدة أسابيع، تشهد البادية السورية، وخاصة مثلث “الرقة – دير الزور – حمص”، تصعيدًا ملحوظًا في العمليات العسكرية، حيث تشن قوات النظام السوري وميليشياتها حملات تمشيط واسعة بحثًا عن عناصر تنظيم داعش.

وعلى الرغم من الحملة الشرسة التي تشنها قوات النظام بدعم روسي، إلا أن تنظيم داعش لا يزال يتمكن من تنفيذ هجمات متفرقة، مما يشير إلى فشل هذه الحملات في تحقيق أهدافها المرجوة.

مقالات ذات صلة