طالب سوري كفيف يحصل على شهادة الثانوية في إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

عبر أجهزة الصوت، أمضى الطالب الكفيف “عبدالرحمن” سنوات دراسية طويلة حتى وصل إلى الصف الثالث الثانوي وحصل على الشهادة بمجموع جيد يؤهله للدخول إلى أحد الفروع في الجامعة.

تشهد مناطق الشمال السوري قصص نجاح كثيرة لجميع الفئات العمرية، ورغم ظروفهم القاسية سواء كانت مادية أو اجتماعية أو أمنية أو حتى إعاقات جسدية، فإنهم يواجهون كل هذه الصعوبات بإصرار حتى يحققوا أحلامهم.

“عبدالرحمن نعناع”، شاب في الثامنة عشرة من العمر، طالب في الصف الثالث الثانوي الفرع الأدبي، يقيم في مدينة إدلب بعد نزوحه من حلب قبل ثماني سنوات.

وُلد “عبدالرحمن” وهو فاقد للبصر، وسعى والداه في البحث عن علاج له، لكن دون جدوى، تأقلم مع وضعه بمساعدة والدته، التي كان لها دور كبير في تشجيعه على التعلم من خلال تحفيظه آيات من القرآن الكريم.

في حديث خاص لمنصة SY24، قالت “أم عبدالرحمن” إن ابنها، رغم حرمانه من البصر، عوضه الله بنعمة البصيرة، فهو يمتلك قدرة فائقة على الحفظ والاستيعاب.

عند سن السادسة، التحق “عبدالرحمن” بالمدرسة الخاصة بالمكفوفين في حلب، وأمضى خمس سنوات فيها، ثم اضطر إلى تركها والنزوح مع عائلته إلى إدلب إثر تعرض منطقتهم للقصف بشكل مستمر.

بعد أن استقرت عائلة “عبدالرحمن” في إدلب، التحق الشاب بالمدرسة الخاصة بالمكفوفين في إدلب، حتى حصل على شهادة التعليم الأساسي، لينتهي تعليمه بها حسب نظام المدرسة التي تصل بالطالب إلى هذه المرحلة التعليمية فقط.

تابع “عبدالرحمن” تعليمه في معاهد خاصة وعن طريق التعليم عن بعد، يقول إنه كان يدرس عبر سماع تسجيلات صوتية للمدرسين في مختلف المواد المنهجية، ويوضح أن الأمر لم يكن بهذه السهولة، حيث يحتاج إلى وقت مضاعف حتى يتمكن من حفظ ما يسمعه.

يواجه الطلاب المكفوفون صعوبات كثيرة في بلد تشهد حرباً منذ أكثر من عشر سنوات، يقول الشاب إن المواصلات غير متوفرة للوصول إلى المعاهد الخاصة، وهذا كان من أكبر الصعوبات التي واجهها خلال العام، مما اضطره إلى مرافقة أحد أفراد عائلته.

قصة “عبدالرحمن” واحدة من بين عشرات قصص النجاح التي نسمعها بشكل مستمر. عاش ظروف الحرب بكل تفاصيلها، لكنه بقي مثابراً حتى وصل إلى جزء من حلمه، فهو يسعى إلى أن يكون معلماً ناجحاً يختص بتعليم المكفوفين في بلده.

مقالات ذات صلة