في حادثة متكررة تعكس تزايد الضغوط الاجتماعية والنفسية على الأهالي شمال غربي سوريا، سُجلت خلال الأسبوع الماضي ثلاث حالات انتحار في مناطق متفرقة من ريفي إدلب وحلب، معظمها تعود لأسباب وضغوط نفسية.
ففي يوم الأحد، شهدت مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي حادثة انتحار لشاب دون معرفة الأسباب، وذكرت مصادر محلية أن الشاب كان يعاني من مرض نفسي دفعه للانتحار عن طريق شنق نفسه بسلك معدني.
وقبل يومين من الحادثة، سُجلت حالتا انتحار لشخصين آخرين، أحدهما في بلدة كفركرمين بريف حلب الغربي، والآخر لمعلم مدرسة في مدينة سلقين بريف إدلب الغربي، الذي أقدم على الانتحار بتناول حبة غاز الفوسفين السام، نتيجة لمعاناته من ضغوط معيشية واقتصادية صعبة.
تشهد محافظة إدلب، التي تأوي مئات الآلاف من النازحين، تدهوراً حاداً في الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وارتفاعاً غير مسبوق في معدلات البطالة والفقر، مع تراجع الدعم الإنساني نتيجة نقص التمويل، كل ذلك أدى إلى زيادة حالات الاكتئاب واليأس بين الأهالي.
يرى خبراء في الشؤون الإنسانية أن حالات الانتحار في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة غالباً ما تكون نتيجة التدهور الاقتصادي والاجتماعي الذي يعاني منه الأفراد، حيث أن الفقر المدقع وانعدام الأمل في تحسن الظروف يدفع الناس إلى حافة اليأس، مما يؤكد الحاجة الملحة لتعزيز الدعم النفسي والاجتماعي في هذه المناطق.
يُذكر أن الضغوط النفسية المستمرة التي يعيشها الأفراد، وانعدام الأمل في ظل الواقع الأليم شمال غربي سوريا، يتطلب استجابة إنسانية عاجلة وشاملة لجميع نواحي الحياة، وليس فقط مجرد مساعدات مؤقتة، بل يحتاج الوضع إلى حلول مستدامة تعيد للأهالي الأمل وتوفر لهم الكرامة.