تتضارب الأنباء الواردة من المنطقة الشرقية وخصوصا مدينة الحسكة، حول حقيقة سماح قوات قسد بدخول صهاريج المياه والمواد الغذائية إلى المحاصرين في المربع الأمني داخل المدينة.
وحسب مصادر متطابقة، فقد سمحت قوات “الأسايش” الذراع الأمني لقسد بدخول 20 صهريجًا من مياه الشرب إلى المربع الأمني.
وأوضحت المصادر أن 15 صهريجًا تابعة لمنظمة الصليب الأحمر و5 صهاريج تابعة لليونيسيف تمكنت من الوصول إلى الأحياء المحاصرة.
من جهته، ذكر رئيس مجلس محافظة الحسكة التابع للنظام السوري، أن هناك جهوداً لحل الخلافات العالقة بين النظام السوري وقسد.
وأشار إلى أن هناك مساعٍ لإدخال المياه والطحين والمواد الغذائية إلى المربع الأمني، مبيناً أن كمية المياه التي تم إدخالها لا تغطي سوى 5% من احتياجات السكان.
وتشهد المنطقة الشرقية توترًا متصاعدًا بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وما تسمى بـ “قوات العشائر” التي يقال إنها مدعومة من النظام السوري خلال الأيام القليلة الماضية.
وفرضت قوات الأمن الداخلي التابعة لقسد (الأسايش) حصارًا على المربع الأمني في مدينة الحسكة منذ نحو ثلاثة أيام رداً على دعم النظام لقوات العشائر والدفع بها لمقاتلة قسد، مما أدى إلى أزمة إنسانية حادة في المنطقة.
وفي سياق متصل، تجددت الاشتباكات بين قوات النظام السوري وقسد، فجر اليوم الإثنين، على ضفاف نهر الفرات في محافظة دير الزور.
وأفاد ناشطون بأن تبادلاً كثيفًا للقصف استمر لأكثر من ثلاث ساعات، مما أدى إلى نزوح العديد من المدنيين، حيث استهدفت قسد بلدات عدة على الضفة الغربية للنهر، بينما ردت قوات النظام بقصف مناطق شرق دير الزور.
يُذكر أن هذا التصعيد يأتي في أعقاب هجوم شنه “جيش العشائر” على مواقع قسد شرقي دير الزور فجر الأربعاء الماضي، وردًا على ذلك، فرضت قسد حصارًا على مواقع النظام في مدينتي القامشلي والحسكة، مما دفع روسيا للتدخل وإرسال قائد قواتها في سوريا لإجراء مفاوضات مع قسد في محاولة لنزع فتيل الأزمة.
وقال عبد المنعم المنبجاوي أحد سكان المنطقة الشرقية لمنصة SY24، إنه “من المهم تحييد المدنيين سواء في المربع الأمني أو مناطق قسد أو مناطق قوات العشائر عن الاشتباكات والمواجهات التي تسفر عن ضحايا ومعاناة إنسانية صعبة”.
وأضاف “الحسكة بالأصل تعاني من شح المياه نتيجة عوامل عدة أبرزها تعطل محطة علوك لضخ المياه نتيجة الظروف الأمنية والميدانية الدائرة في المنطقة بين الأطراف المتصارعة بغض النظر عن مسمياتها، ومن هنا لا بد من وضع هذه المعاناة على سلم أولويات أطراف النزاع وتحييد الأهالي الذين لا ذنب لهم عن أي مواجهة قد تكون نتائجها كارثية على الجميع”.
ومع استمرار التوتر في المنطقة، يبقى الوضع الإنساني هشًا، خاصة مع شح المياه والمواد الغذائية في مناطق سيطرة النظام السوري في الحسكة والقامشلي.
ويترقب السكان المحليون نتائج الجهود الجارية لتخفيف حدة التوتر وإيجاد حل للأزمة الراهنة وفك الحصار وإنهاء الاقتتال الحاصل بين قسد وقوات العشائر.