شرق سوريا.. تصعيد عسكري يعمق الأزمة الإنسانية

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

في ظل تصاعد حدة الصراع في شرق سوريا، يشهد ريف دير الزور الشرقي أوضاعاً إنسانية بالغة الصعوبة، حيث يواجه السكان المحليون معاناة متزايدة نتيجة الاشتباكات المستمرة بين مختلف القوى المتنازعة في المنطقة.

وفجر يوم الأربعاء الماضي، شهدت المنطقة تصعيداً عسكرياً كبيراً عندما شن ما يُعرف بـ”جيش العشائر” هجوماً واسع النطاق على مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شرق دير الزور.

وقد أسفر هذا الهجوم عن سيطرة القوات المهاجمة على عدة نقاط استراتيجية، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة وتبادل للقصف بين الطرفين، مخلفاً ضحايا من المدنيين الأبرياء.

ونتيجة لهذا التصعيد، شهدت العديد من القرى في ريف دير الزور الشرقي موجات نزوح واسعة، حيث أفادت مصادر محلية بأن سكان قرى الصبحة والدحلة وأبو حمام، بالإضافة إلى معظم البيوت في الريف الشرقي، اضطروا للنزوح هرباً من القتال الدائر.

وعبّر الأهالي عن استيائهم الشديد من تجدد معاناتهم، حيث قال أحدهم: “نزوح يكتب على العالم من جديد”.

وفي سياق متصل، أفادت مصادر طبية بوقوع أكثر من 14 إصابة بين المدنيين، من بينهم أطفال ونساء، جراء الاشتباكات والقصف المتبادل.

وأثار هذا الأمر موجة من الغضب والاستنكار بين السكان المحليين، الذين عبروا عن رفضهم الواسع للتصعيد العسكري الجاري بين قوات قسد من جهة، وقوات العشائر المدعومة من النظام السوري والميليشيات الإيرانية من جهة أخرى.

ولم تقتصر آثار هذا الصراع على الخسائر البشرية فحسب، بل امتدت لتطال البنية التحتية الحيوية في المنطقة.

وفي هذا السياق، أفاد ناشطون محليون بخروج محطة مياه الصبحة في ريف دير الزور عن الخدمة نتيجة قصف من قبل قوات النظام السوري والفصائل الموالية لإيران.

ولفت ناشطون إلى أن هذه المحطة كانت تغذي نحو 22 ألف نسمة بالمياه، مما يضيف بعداً جديداً للأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وفي إطار ردها على هجوم “مقاتلي العشائر”، تواصل قوات قسد لليوم السادس على التوالي فرض حصار على مناطق سيطرة النظام في الحسكة والقامشلي، حيث تمنع حركة السيارات والمدنيين وعناصر النظام من الدخول والخروج من تلك المناطق، كما تفرض حصاراً على مطار القامشلي الدولي، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة.

من جانبه، ينفي النظام السوري مسؤوليته عن الهجوم على دير الزور، مدعياً أن “قوات العشائر” تتحرك بشكل مستقل، مبرراً عدم قدرته على منع هجماتها بكونها “ذات طابع شعبي عشائري”.

ووسط هذه الأجواء المشحونة، يعاني المدنيون من صعوبات جمة في حياتهم اليومية، فقد اشتكى بعض الموظفين من صعوبة الوصول إلى أماكن عملهم بسبب قطع جسر الصالحية، مما يضطرهم إلى اتخاذ طرق التفافية طويلة وخطرة للوصول إلى المدينة.

وحول ذلك، قال الناشط أبو عبد الله الحسكاوي، ابن المنطقة الشرقية لمنصة SY24، إن “التطورات متسارعة وتتصاعد يوما بعد يوم في ظل فشل الوساطة الروسية لإنهاء الصراع في المنطقة”.

وأضاف أنه في حال بقي الوضع على ما هو عليه فإن المنطقة بريف دير الزور والحسكة وما حولها ذاهبة باتجاه كارثة إنسانية، في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية المتردية أصلاً، وفق تعبيره.

وأكد الحسكاوي على الرفض الواسع من الأهالي لما يجري في مناطقهم وبلداتهم وقراهم، مطالبين كل من هو قادر على وقف هذا الصراع بالتدخل وإنهاء الكارثة قبل توسعها، بحسب كلامه.

وتعالت الأصوات من داخل ريف دير الزور للفت الأنظار إلى أن المنطقة تحولت إلى ساحة معارك حقيقية، حيث تتصارع القوى المختلفة على حساب أمن وسلامة المدنيين.

من جهتها، طالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في بيان لها، اليوم الثلاثاء، الأطراف المتنازعة بوقف التصعيد والهجمات العشوائية بشكل فوري، والالتزام بحماية البنية التحتية المدنية الأساسية، وخاصة محطات ضخ المياه.

وأكدت على أن هذه المرافق يجب أن تكون منزوعة السلاح، وأن يتم إعادة تشغيلها لضمان الوصول إلى المياه النظيفة، داعية في ذات الوقت إلى تهيئة الظروف لعودة آمنة وطوعية للمدنيين النازحين إلى منازلهم.

ومنذ 6 آب وحتى 13 آب/أغسطس الجاري، وثَّقت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 17 مدنياً، بينهم 8 أطفال و6 سيدات، وإصابة ما لا يقل عن 34 آخرين بجراح، إثر الهجمات العشوائية بالأسلحة الثقيلة، ورصاص الاشتباكات في مناطق الطرفين.

مقالات ذات صلة