شهدت منطقة رقة السمرة في ريف محافظة الحسكة الشرقي بسوريا كارثة طبيعية غير متوقعة، حيث تسبب فيضان نهر البليخ في غمر مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية بالمياه.
وأدى هذا الحدث المفاجئ إلى حالة من الذعر والقلق بين السكان المحليين، الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة تحدٍ كبير يهدد سبل عيشهم ومنازلهم.
ووفقًا لمصادر محلية، بدأت الأزمة عندما انكسر أحد حواجز نهر البليخ، مما أدى إلى تدفق كميات هائلة من المياه نحو الأراضي المجاورة.
ونتيجة لذلك، غُمرت عشرات الدونمات من الأراضي الزراعية، وهو ما يمثل خسارة فادحة للمزارعين في المنطقة الذين يعتمدون على هذه الأراضي كمصدر رئيسي للدخل.
ولم تقتصر الأضرار على الأراضي الزراعية فحسب، بل امتدت لتصل إلى المناطق السكنية، فقد أفادت التقارير أن المياه وصلت إلى بعض البيوت، مما زاد من حجم الكارثة وأثار مخاوف جدية بشأن سلامة السكان وممتلكاتهم.
وفي مواجهة هذه الأزمة، أطلق أهالي قرية “رقة سمرة” بريف الرقة نداء استغاثة عاجلاً، مناشدين السلطات المحلية والجهات المعنية للتدخل السريع.
واستجابت المجالس المحلية لهذا النداء بإرسال آليات لمحاولة سد الكسر في الحاجز، إلا أن هذه الجهود لم تسفر عن نتائج ملموسة، مما زاد من حدة الوضع وأثار استياء الأهالي.
وأعرب العديد من السكان المحليين عن غضبهم وإحباطهم من الطريقة التي تم بها التعامل مع الأزمة، فقد انتقدوا ما وصفوه بـ “عدم الخبرة وعدم المسؤولية” في إدارة الموقف، مشيرين إلى أن الجهات المسؤولة كان ينبغي عليها اتباع نهج أكثر منهجية في التعامل مع مشكلة الفيضان.
وأشار بعض السكان إلى أن الحل الأمثل كان يتمثل في البدء بتنظيف مجرى النهر من المناطق المنخفضة ثم الانتقال إلى المناطق العالية، بدلاً من العمل بشكل عشوائي.
كما أكدوا على ضرورة إزالة النباتات والأعشاب التي تعيق تدفق المياه بشكل منتظم، بدءًا من نهاية المجرى وصولاً إلى المناطق الأعلى، وفق تعبيرهم.
وتسلط هذه الكارثة الطبيعية الضوء على أهمية وجود خطط فعالة لإدارة الأزمات والكوارث الطبيعية في المنطقة، كما تبرز الحاجة الملحة إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز قدرات الاستجابة للطوارئ لحماية المجتمعات المحلية من مثل هذه الأحداث المدمرة في المستقبل.
ووسط كل ذلك، يأمل السكان المحليون أن تتمكن السلطات من إيجاد حل سريع وفعال لوقف الفيضان وتقليل الأضرار الناجمة عنه، مع الدعوة إلى اتخاذ تدابير وقائية لمنع تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل.