تشهد مدينتا الرقة والحسكة في شرق سوريا أزمة نقل حادة نتيجة إضراب سائقي الباصات والسرافيس عن العمل، مما أدى إلى شلل شبه تام في حركة النقل الداخلي.
وتأتي هذه الأزمة على خلفية قرار وقف دعم مادة المازوت وعدم استلام السائقين لمخصصاتهم من المحروقات المدعومة، حسب تأكيد عدد من أبناء تلك المنطقة.
وفي الرقة، أعلن سائقو باصات النقل الداخلي إضرابًا عامًا احتجاجًا على قرار إيقاف دعم المازوت.
وامتد تأثير هذا الإضراب ليشمل قطاعات أخرى، حيث أفاد الأهالي بأن مولدات الكهرباء المعروفة محليًا بـ “الأمبيرات” قد خفضت ساعات تشغيلها إلى ساعتين فقط، متذرعة بنقص المازوت.
وفي تطور مماثل، تواجه مدينة الحسكة أزمة نقل داخلي حادة بعد إضراب سائقي العديد من خطوط النقل الداخلي.
وقد شمل الإضراب خطوطًا رئيسية في المدينة مثل “غويران – البلد، العزيزية – المستشفى – البلد، الغزل – البلد، الكلاسة – البلد، التوينة – البلد، ومشيرفة – البلد”، كما أفاد الأهالي بتوقف الخدمة في مناطق الصالحية والطلائع أيضًا.
وقد أثار هذا الوضع استياءً كبيرًا بين السكان، حيث عبر العديد منهم عن تفهمهم لموقف السائقين، مشيرين إلى أن الأخيرين قد يضطرون لشراء المازوت بأسعار السوق الحرة ورفع أجور النقل لتعويض خسائرهم.
إلا أن هذا الحل، بحسب الأهالي، سيؤدي إلى زيادة معاناة المواطنين، خاصة كبار السن والمرضى الذين قد يقعون ضحية لاستغلال سائقي سيارات الأجرة، حسب تعبيرهم.
وفي ظل هذه الأزمة، ارتفعت أصوات تحذر من تداعيات استمرار هذا الوضع، حيث أشار بعض الناشطين إلى المفارقة المؤلمة المتمثلة في معاناة منطقة غنية بالنفط من أزمة وقود حادة.
وحذّر البعض الآخر من سكان المنطقة من أن استمرار الضغط على المواطنين قد يؤدي إلى “انفجار” اجتماعي لا تحمد عقباه، بحسب كلامهم.
وتأتي هذه الأزمة لتضيف عبئًا جديدًا على كاهل السكان الذين يعانون أصلاً من ظروف معيشية صعبة، فقد شدد الأهالي على أهمية دعم قطاع النقل الداخلي، إلى جانب توفير الخبز ومقومات الحياة الأساسية الأخرى.
ومع استمرار الأزمة، تتزايد المخاوف من تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة، خاصة مع تأثر قطاعات حيوية أخرى مثل الكهرباء.
وفي ظل هذه التطورات المحلية والخدمية، يبقى سكان الرقة والحسكة في انتظار إجراءات عاجلة تعيد الحياة إلى طبيعتها وتخفف من وطأة الأزمة التي تهدد بشل الحركة في مدنهم بشكل كامل.