شهدت محافظتا الحسكة ودير الزور في شمال شرق سوريا تطورات أمنية وإنسانية متسارعة خلال الأيام القليلة الماضية، في ظل تقارير عن اتفاق لخفض التصعيد بين الأطراف المتنازعة.
وأفادت مصادر متطابقة، أن قوات الأمن الداخلي (آسايش) التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بدأت برفع الحصار عن المربعين الأمنيين في مدينتي القامشلي والحسكة.
وجاء هذا التطور نتيجة الاجتماع الذي ضم وفد روسي وسيط بين قوات النظام السوري وقيادات من قسد، والذي أدى إلى التوصل لاتفاق لإنهاء الحصار.
وقد أدى رفع الحصار إلى عودة الحياة الطبيعية في المنطقة، والسماح بدخول صهاريج المياه والطحين والمحروقات، وفتح جميع الطرق المغلقة سابقًا، بالإضافة إلى إطلاق سراح الموقوفين من الطرفين.
ووفقًا لناشطين، جاء هذا التطور بعد قيام قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بقطع نقل النفط عبر صهاريج القاطرجي من حقول رميلان إلى دمشق.
وتشير الأنباء إلى اتفاق بين قوات قسد وقوات النظام السوري برعاية روسية يتضمن: فك الحصار عن المربعات الأمنية في الحسكة والقامشلي، وقف كافة العمليات العسكرية ضد قسد في ريف دير الزور.
بالمقابل، بدأ سكان عدة قرى في ريف دير الزور الشرقي بالعودة إلى منازلهم بعد أيام من النزوح إثر قصف شنته قوات النظام السوري.
وحسب مصادر محلية، عاد سكان حيي “الموح” و”اللايذ” في بلدة أبو حمام إلى منازلهم، كما عاد معظم سكان حي “الحويجة” في البصيرة والدحلة، مع بقاء بعض العائلات خارج المنطقة خوفًا من تجدد التصعيد.
وأمس الثلاثاء، وثق مدني من بلدة أبو حمام سقوط قذيفة صاروخية على البلدة، مصدرها قوات النظام السوري والميليشيات الداعمة لها.
كما سقطت خمس قذائف صاروخية في محيط حقل كونيكو للغاز الخاضع لسيطرة قوات التحالف الدولي، حيث أفاد سكان محليون أن المليشيات الإيرانية المتمركزة في بلدتي مراط وحطلة هي مصدر هذه القذائف.
وفي سياق متصل، خرجت محطة المياه الوحيدة في بلدة الصبحة شرقي دير الزور عن الخدمة بعد استهدافها من قبل قوات النظام السوري وعناصر ما يسمى بـ “جيش العشائر”.
ولفت سكان المنطقة إلى أن هذه المحطة كانت تغذي حوالي 10 آلاف نسمة في الصبحة وأجزاء من أبريها والدحلة، مما يشكل أزمة إنسانية جديدة في المنطقة.
وفي ظل هذه التطورات المتناقضة، يبقى الوضع في شمال شرق سوريا هشًا ومعقدًا، فبينما تشير بعض المؤشرات إلى محاولات لخفض التصعيد وعودة الحياة الطبيعية، لا تزال المنطقة تشهد أعمال عنف متفرقة تهدد استقرارها وأمن سكانها، في حين يبقى المدنيون هم الضحية الأكبر لهذا الصراع المستمر، في ظل نزوح متكرر وتدمير للبنية التحتية الحيوية، حسب أبناء المنطقة الشرقية.