التخدير والشعور بالألم في آن واحد، هكذا أمضت “أم حيدر” ساعات طويلة في غرفة العمليات وهي تلد طفلها الأول، وذلك بسبب بدء الطبيبة المختصة بالعمل الجراحي قبل أن يمر وقت كافٍ على تخدير جسمها.
“أم حيدر”، سيدة في العشرينات من العمر، وأم لطفل واحد، تقيم في مدينة أريحا جنوب إدلب، أنجبت طفلها الأول قبل عامين ونصف في مشفى سيما النسائية بالمدينة.
تعرضت الشابة أثناء ولادتها في المشفى لمعاملة سيئة من قبل القابلة القانونية والطبيبة المختصة، ودخلت غرفة العمليات بعد ساعات من الانتظار بحجة أن موعد العملية لم يحن بعد.
تقول: “الطبيبة نائمة، والمريضات يملأن غرفة الانتظار في المشفى، ولا أحد يتجرأ على إيقاظها”.
بعد ترجي طويل من قبل مرافقة الحامل لإحدى الممرضات، دخلت “أم حيدر” غرفة العمليات، حيث أعطتها طبيبة التخدير إبرة في أسفل ظهرها لتخدر جسمها قبل العمل الجراحي، تقول: “بدأت طبيبة النسائية بالعمل الجراحي بعد دقائق قليلة من إعطائي إبرة التخدير، حتى أنني ما زلت أرى وأسمع وأشعر بكل شيء”.
وتضيف: “ترجيتها كثيراً حتى تتوقف عن العمل ليبدأ مفعول المخدر، لكن إجابتها كانت بأنني متوترة وخائفة، ولا صحة لوجود ألم أبداً”.
قدمت “أم حيدر” شكوى خطية ضد الطبيبة التي قامت بالعمل الجراحي، تقول: “الوضع أسوأ مما توقعت، الكادر وقف معها باعتبارها زميلتهم في العمل، وبقيت حياة المرضى الذين تشرف عليهم هذه الطبيبة معلقة بين الحياة والموت حسب مزاجها”.
في الأسبوع الماضي، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قصة سيدة حامل وضعت جنينها في دورات المياه التابعة لمشفى إخاء في مدينة أطمة الحدودية مع تركيا.
حسب ما أفادت مرافقة المريضة، لم يستقبل الكادر الطبي حالة الحامل بحجة أن موعد ولادتها لم يحن بعد، إضافة إلى سوء المعاملة من قبل الكادر بشكل عام.
تقول “أم محمد”، مرافقة ووالدة المريضة، إن ابنتها وضعت جنينها في دورات المياه بسبب عدم استقبال حالتها في المشفى.
بعد تداول الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي وتأكيد وزارة الصحة للخبر، قامت الوزارة بإنهاء التعاقد مع القابلة القانونية في المشفى، كما وجهت إنذارًا خطيًا للطبيبة المناوبة ومسؤولة الصحة.
تعاني الكثير من السيدات الحوامل في الشمال السوري من معاملة سيئة في المشافي العامة التابعة لإحدى المنظمات الداعمة لها، دون محاسبة صارمة من الجهات المختصة للكادر الطبي المتساهل في أداء واجبه تجاه المرضى.
