الزكاة والكلفة السلطانية.. ابتزاز منظم يستهدف التجار والمستثمرين شرق سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

ياسين الأخرس - SY24

يواجه التجار والصرافون ومستثمرو آبار النفط في شرق سوريا تهديدات مباشرة من تنظيم داعش، حيث باتت أعمالهم تحت رحمة خلايا التنظيم التي تفرض عليهم ما تسميه “زكاة” على أرباحهم.

تهديدات داعش وأساليبه

وفي تصعيد لافت للأعمال العنفية والابتزاز، يلجأ تنظيم داعش إلى أساليب متعددة لتنفيذ تهديداته، منها إرسال رسائل نصية مجهولة المصدر وإلصاق منشورات على جدران المساجد وأعمدة الكهرباء، تحمل تهديدات بقتل من يرفض دفع ما يُسمى “الزكاة الإلزامية” أو “الكلفة السلطانية”.

الإتاوات المفروضة

وحسب مصادر متطابقة، فإن الأرقام التي يفرضها التنظيم على ضحاياه”صادمة”، إذ تصل قيمة “الزكاة” إلى 2.5% من قيمة كل مبلغ يعادل ثمن 100 غرام من الذهب، بالإضافة إلى “إتاوات” إضافية تبدأ من 300 دولار وما فوق، وذلك حسب تقدير المسؤول المالي أو (الأمير المالي) في التنظيم.

آلية فرض الزكاة

ووفقاً لأحد أبناء المنطقة، فإن فرض “الزكاة” من قبل تنظيم داعش لا يقتصر على الذهب أو الألماس فقط، فالأمير المالي للتنظيم يتمتع بصلاحيات واسعة في تحديد قيمة الإتاوات المفروضة، على سبيل المثال، قد يتم فرض مبلغ 300 دولار على تاجر حبوب تقدر أرباحه بحوالي 10 آلاف دولار، مما يعني أن التنظيم يفرض هذه الإتاوات بشكل عشوائي وغير منضبط، مما يزيد من معاناة التجار والمستثمرين.

طرق الترويع والتعذيب

وللتأكد من تنفيذ ضحاياه لهذه الأوامر، يلجأ التنظيم إلى ترويعهم وإذلالهم،حيث يقوم عناصره بتلفيق تهم ملفقة للمستهدفين، مثل: التعامل مع النظام السوري، ممارسة السحر والشعوذة، وحتى اتهامهم بالكفر والدعارة، بهدف تبرير جرائمهم وزرع الخوف في قلوب الضحايا.

استهداف مستثمري النفط

ويعتبر مستثمرو آبار النفط الفئة الأكثر استهدافاً من قبل التنظيم، حيث يتعرضون لمضايقات مستمرة مما يشكل تهديداً مباشراً للاستثمارات فيهذا القطاع الحيوي، كما يمتد التهديد إلى التجار والصرافين الذين يشكلون عصب الحياة الاقتصادية في المنطقة، مما يهدد بانهيار الاقتصاد وتدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين.

حوادث استهداف

ومطلع تموز/يوليو الماضي، شهدت بلدة الجرذي شرقي دير الزور حادثة استهداف جديدة لأحد مستثمري الآبار النفطية، حيث هاجم مسلحون يُعتقد أنهم من تنظيم داعش أحد مستثمري آبار النفط أمام منزله، وعلى الرغم من نجاة المستهدف بإصابات طفيفة، قام المهاجمون بإحراق سيارته قبل الفرار، وجاء هذا الهجوم بعد رفض المستثمر دفع ما يسميه التنظيم “الزكاة” على نشاطه في استثمار الآبار النفطية.

وفي تعليق على الوضع، قال الناشط السياسي عبد المنعم المنبجاوي لمنصةSY24: “هذا الوضع معقد ومثير للقلق، ويبدو أن داعش يستمر فياستهداف الأنشطة الاقتصادية في المنطقة، خاصة قطاع النفط، بذريعة فرض ما يسمونه (الزكاة)”.

وأضاف أن “هذه الممارسات تشكل تهديداً للتنمية الاقتصادية وسبل العيش في المنطقة، وتدل على أن التنظيم يبحث عن مصادر تمويل إضافية له ولخلاياه النائمة”.

وقبل يومين فقط من هذا الهجوم، قام عناصر داعش بإحراق بئر نفطي يملكه أحد المستثمرين في ريف دير الزور، مما يؤكد وجود نمط مستمر من الاستهداف، وتؤكد هذه الأحداث أن التهديد الذي يشكله تنظيم داعش لايزال حقيقياً وملموساً، على الرغم من عدم سيطرته الجغرافية على المنطقة، إذ يواصل محاولاته لفرض نفوذه من خلال ابتزاز السكان وفرض ما يسميه”الزكاة” على المزارعين والتجار وميسوري الحال.

آثار الابتزاز على السكان

الجدير بالذكر أن هذه الممارسات وفرض الإتاوات بحجة “الزكاة” من شأنها أن تعمق حالة عدم الاستقرار وتزيد من معاناة السكان وتشجع على الهجرة والنزوح، وفق مراقبين.

ووسط كل ذلك، وفي ظل غياب الأمن والاستقرار، يجد المواطنون أنفسهم أمام خيارين صعبين: إما دفع الأموال الطائلة للتنظيم أو التعرض للقتل والترهيب، مما يجعلهم يعيشون في حالة من الخوف والقلق المستمر، الأمر الذي يستدعي تكاتف الجهود الدولية والإقليمية للقضاء على الإرهاب في المنطقة وتوفير الحماية للمدنيين، بحسب ما ينادي به العديد من القاطنين في مناطق متفرقة شرق سوريا.

مقالات ذات صلة