مأساة النازحين في دير الزور: حياة بين نيران الصراع وقسوة البادية

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

شهدت محافظة دير الزور السورية موجة نزوح جديدة على نطاق واسع في الآونة الأخيرة، مع تصاعد حدة الاشتباكات بين ما تسمى بـ “قوات العشائر” التي يقال إنها مدعومة من قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) من جهة أخرى.

هذه الاشتباكات المتكررة أجبرت مئات العائلات المدنية على الفرار من منازلها بحثًا عن الأمان، متجهين بشكل رئيسي إلى مناطق البادية الشاسعة المحيطة بالمحافظة.

ووفقًا لمصدر خاص من أبناء دير الزور في حديثه لمنصة SY24، يواجه النازحون في البادية ظروفًا إنسانية قاسية للغاية، حيث يعانون من نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي.

بالإضافة إلى ذلك، تفرض الظروف المناخية القاسية تحديات إضافية، خاصة خلال فصل الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير، مما يزيد من معاناة النازحين.

وفي تطور لافت، يضطر العديد من النازحين إلى اتباع نمط حياة يومي غير مستقر. فهم يتركون مساكنهم المؤقتة في البادية كل صباح للعودة إلى منازلهم في المدن والبلدات القريبة لأداء أعمالهم اليومية أو لتوفير احتياجات أسرهم.

وفي المساء، يعودون إلى مخيماتهم المؤقتة في البادية، حاملين معهم مخاوف من تجدد الاشتباكات والنزوح مرة أخرى، حسب مصدرنا.

وما يزيد الوضع سوءًا هو استمرار القصف المتبادل بين الأطراف المتحاربة، حيث يتعرض المدنيون للخطر بشكل مباشر، إذ تسقط القذائف والصواريخ في المناطق السكنية، مما يؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات.

وقد شهدت المنطقة مؤخرًا عدة حوادث مأساوية، من بينها مجزرة الدحلة التي أودت بحياة 11 مدنيًا، بالإضافة إلى حوادث مماثلة في مناطق البوليل وأبو حمام، بحسب مصدرنا الخاص.

ونقل المصدر عن أحد النازحين قوله “نحن نعيش بين نارين، من جهة، نخشى القصف والاشتباكات في مدننا، ومن جهة أخرى، نكافح للبقاء على قيد الحياة في ظروف البادية القاسية، فكل يوم هو صراع من أجل البقاء”.

وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، تتعالى الأصوات المطالبة بتدخل دولي عاجل لحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية، كما تدعو منظمات حقوق الإنسان إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات آمنة للمدنيين.

ويبقى مصير آلاف النازحين في دير الزور معلقًا في ظل استمرار الصراع وغياب حل يلوح في الأفق، مما يجعل من هذه الأزمة الإنسانية واحدة من أكثر الأزمات إلحاحًا في المنطقة، حسب رأي سكان المنطقة.

وفي سياق التطورات الميدانية والأمنية في دير الزور، اجتمع ضباط من قوات النظام وعدد من قادة الميليشيات الموالية لها ولإيران، في مدينة دير الزور، لبحث التطورات الأخيرة الجارية التي أشعلوها بمناطق شرقي سوريا.

ومنذ الأربعاء الماضي، يشن مسلحون موالون للنظام وإيران، هجمات من ضفة نهر الفرات الغربية على مواقع سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شرق الفرات.

وتسببت الهجمات بمقتل وإصابة عدد من السكان وتدمير منازل وممتلكات لهم أيضاً، حسب أبناء المنطقة.

ورداً على انتهاكات الفصائل على الضفة الشرقية لنهر الفرات حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية، شددت “الأسايش” الذراع الأمني لقوات قسد إجراءاتها الأمنية حول المربع الأمني في الحسكة والقامشلي.

مقالات ذات صلة