من مخيم الهول إلى ريف دير الزور.. قصة نزوح لا تنتهي

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تفيد الأنباء الواردة من محافظة دير الزور شرق سوريا، بأن المعاناة الإنسانية من النزوح والتوجه صوب الخيام العشوائية على السكان المحليين، بل تمتد لتعاني منها فئة النساء العائدات من مخيم الهول.

وفي هذا السياق، تبرز قصة ختام العلي كشهادة حية على المعاناة التي يواجهها المدنيون السوريون يومياً.

وفي لقاء خاص، كشفت ختام عن تفاصيل رحلتها المؤلمة من مخيم الهول إلى قريتها أبو حمام في ريف دير الزور الشرقي، مسلطة الضوء على الواقع المرير الذي يعيشه النازحون السوريون.

وبدأت رحلة ختام عندما اضطرت للفرار من منزلها في دير الزور هرباً من نيران الحرب المستعرة، حيث وجدت ملاذها الأول في مخيم الهول، الذي يعد أحد أكبر مخيمات النازحين في شمال شرق سوريا.

ورغم الظروف الصعبة في المخيم، إلا أن ختام وصفته بأنه كان “أكثر أمناً” مقارنة بما تواجهه الآن.

وتصف ختام حياتها في مخيم الهول قائلة: “رغم كل ما عشناه في مخيم الهول، إلا أنه كان أكثر أمناً من هنا، على الأقل كنا نعيش في خيمة مستقرة ونحصل على بعض المساعدات”.

وتعكس هذه الكلمات المفارقة المأساوية التي يعيشها النازحون، حيث يصبح المخيم، بكل ما فيه من صعوبات، ملاذاً أفضل من ديارهم الأصلية.

لكن الأمل في العودة إلى الديار دفع ختام للمخاطرة والعودة إلى قريتها أبو حمام. غير أن ما وجدته هناك كان صادماً.

تقول بحزن: “عشنا ليلة مرعبة، أصوات الانفجارات كانت قريبة جداً، فاضطررنا للنزوح مجدداً ولكن هذه المرة إلى منطقة حاوي أبو حمام”.

وفي حاوي أبو حمام، وجدت ختام وعائلتها أنفسهم في وضع أكثر بؤساً، حيث تصف الوضع قائلة: “وجدنا أنفسنا في وضع أسوأ، لا ماء ولا كهرباء وطقس حار جدا، ونعيش في خيام متواضعة جلبناها معنا من المخيم”.

هذا الوصف يكشف عن حجم المعاناة التي تواجهها العائلات النازحة، حيث يضطرون للعيش في ظروف قاسية تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة، بحسب مصادر متطابقة شرق سوريا.

وفي السياق ذاته، يضيف الخوف من القصف المتكرر لقوات النظام على بلدة أبو حمام سلسلة وفصلا آخر من فصول المعاناة.

وفي هذا الصدد، تعبر ختام عن قلقها الشديد على أطفالها قائلة: “أخشى على أطفالي من القصف وأتمنى أن تنتهي هذه الحرب قريباً”.

وتدفع هذه المخاوف بالعائدة من مخيم الهول للتفكير في النزوح مرة أخرى، في دورة لا تنتهي من البحث عن الأمان، حسب تعبيرها.

وتسلط قصة ختام الضوء على الواقع المأساوي الذي يعيشه المدنيون في مناطق النزاع في سوريا، فهم يتنقلون بين جحيم الحرب في مناطقهم وجحيم النزوح في المخيمات، في محاولة يائسة للعثور على مكان آمن، حسب مراقبين.

وفي ختام حديثها، وجهت ختام رسالة مؤثرة للعالم، تناشد فيها المجتمع الدولي للتدخل وإنهاء هذه الحرب التي دمرت حياتها وحياة الملايين من السوريين.

وتقول بصوت ملؤه الأمل والألم: “نحن بحاجة إلى السلام والأمان، نريد العودة إلى ديارنا والعيش بكرامة”.

إن قصة ختام العلي هي واحدة من آلاف القصص المماثلة التي تروي معاناة الشعب السوري، وهي تمثل دعوة ملحة للمجتمع الدولي للعمل على إيجاد حل سلمي ودائم للأزمة السورية، وتوفير الحماية والمساعدة اللازمة للمدنيين الذين يدفعون الثمن الأكبر لهذا الصراع المستمر.

وقبل أيام، قصف قوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني المناطق الآهلة بالمدنيين في قرى أبو حمام، الكشكية والبصيرة بالمدفعية الثقيلة، حيث وقعت عدد من القذائف على منازل المدنيين، فيما نشبت حرائق ضخمة في مزارع المدنيين نتيجة القصف المكثف.

كما أصيبت عائلة كاملة بينهم 3 أطفال جرّاء قصف مصدره قوات قسد على بلدة “بقرص”، إضافة إلى إصابة عائلة وشخص مدني في بلدتي “الكشكية” و”أبو حمام” شرقي دير الزور بقصف مصدره قوات النظام السوري، حسب مصادر محلية.

والأربعاء الفائت، اندلعت مواجهات عنيفة بين ما تسمى بـ “قوات العشائر” وبين قوات قسد، في ريف دير الزور الشرقي، امتدت لقرى وبلدات متعددة وأسفرت عن موجة نزوح للمدنيين باتجاه المخيمات العشوائية، ما دفع بقسد لفرض حصار خانق على المربيع الأمني في الحسكة والقامشلي قبل أن يتدخل وفد روسي للوساطة من أجل فك الحصار عن المدنيين في المربع الأمني.

مقالات ذات صلة