في حادثة مؤسفة شهدتها مدينة سرمدا، أصيبت السيدة “جيداء علوش”، المقيمة في مخيم سكني على أطراف المدينة، برصاصة طائشة أطلقت ابتهاجاً بنجاح أحد الطلاب في الصف التاسع، حيث وقع الحادث يوم الخميس عقب إعلان النتائج، وأسفر عن إصابة السيدة “جيداء” برأسها ونقلها على الفور إلى مشفى باب الهوى.
مراسلة SY24 تواصلت مع عائلة السيدة، الذين أعربوا عن صدمتهم إزاء ما حدث، وأفادوا أنهم كانوا جالسين في خيمتهم مع الزوج والأطفال ظهيرة أمس، عندما اخترقت رصاصة طائشة مسكنهم واستقرت في رأس الزوجة، ما أدى إلى دخولها في غيبوبة وحالتها الصحية حرجة.
وتعد ظاهرة إطلاق الرصاص ابتهاجاً بالمناسبات، واحدة من أبرز العادات السلبية المتفشية في الداخل السوري، إذ تسببت بموت عشرات الضحايا وإصابات خطيرة، وزاد من حدتها انتشار السلاح بين المدنيين دون رقابة أو قوانين تحد من هذه الممارسات.
وعبر سكان المدينة عن غضبهم واستيائهم من هذه الظاهرة، محمّلين فوضى انتشار السلاح مسؤولية وقوع حوادث القتل والإصابات بين المدنيين للفصائل المحلية.
وفي الأشهر الماضية، سُجّلت حالات مشابهة من الإصابات والوفيات بسبب هذا السلوك.
وفي حديث سابق مع المرشدة النفسية “نجاح محمود”، أوضحت أن أسباب انتشار هذه الظاهرة تعود إلى عوامل نفسية واجتماعية، منها الشعور بالتفاخر والتعبير عن الفرح أو العنف الداخلي، وتماشياً مع الأعراف السائدة.
وأضافت المرشدة أن من الضروري العمل على تغيير المفهوم الثقافي للأشخاص حول سلوك إطلاق النار العشوائي، من خلال توعية الجمهور عبر المحاضرات والندوات والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، للتأكيد على مخاطر هذا السلوك وتحريمه دينياً وأخلاقياً واجتماعياً.
لا تزال ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في الهواء، أو خروج الرصاص عن طريق الخطأ أو الاستهتار، تشكل خطراً يهدد أرواحاً بريئة، وتثير الرعب بين المدنيين في المدن والأحياء السكنية، وتأتي هذه الممارسات في ظل غياب واضح لدور الأجهزة الأمنية في الحد منها أو محاسبة مرتكبيها.