تشهد مدينة الحسكة في شرق سوريا، موجة من الاستياء الشعبي تجاه المستشفيات الخاصة بسبب ارتفاع أسعارها مقارنة بجودة الخدمات الطبية المقدمة.
وقد عبر العديد من السكان المحليين عن غضبهم وإحباطهم من الوضع الراهن، مشيرين إلى عدم تناسب التكاليف مع مستوى الدخل العام في المنطقة.
ووصف أحد المواطنين تجربته في المستشفيات الخاصة بأنها أشبه بدخول “مسلخ” وليس مؤسسة صحية، مما يعكس حجم الاستياء من مستوى الخدمات المقدمة.
وأكد آخرون أن الأسعار “غير مقبولة أبداً”، معربين عن قلقهم على الفئات الأكثر فقراً في المجتمع.
ولم يقتصر النقد على الأسعار فحسب، بل امتد ليشمل جودة الرعاية الطبية، حيث وصف بعض المستجوبين الممارسات في هذه المستشفيات بـ”الإهمال” و”الجزارة”، متهمين الطاقم الطبي بالافتقار إلى الرحمة والتعاطف مع المرضى.
وفي هذا الجانب قال أحدهم: “المفروض يكونون ملائكة الرحمة، بس بالحقيقة جلادين بدون رحمة”.
ويبدو أن هذه المشكلة ليست مقتصرة على الحسكة وحدها، إذ أشار بعض الأهالي إلى أن الوضع مماثل في مناطق أخرى من سوريا، ما يشير إلى أزمة أوسع في قطاع الرعاية الصحية الخاص في البلاد، حسب رأيهم.
وفي ظل هذا الوضع، يدعو المواطنون إلى ضرورة تدخل الجهات المعنية لتنظيم أسعار الخدمات الطبية وتحسين جودتها.
كما يطالبون بمزيد من الرقابة على المستشفيات الخاصة لضمان التزامها بالمعايير الأخلاقية والمهنية في تقديم الرعاية الصحية، وفق تعبيرهم.
من جهته، قال الناشط الإنساني أبو عبد الله الحسكاوي لمنصة SY24، إن “هذه الأزمة تعكس الحاجة الملحة إلى إصلاحات جذرية في قطاع الرعاية الصحية في سوريا، خاصة في المناطق الأكثر تضرراً من الأزمات الاقتصادية مثل المنطقة شرق سوريا”.
وأضاف “يبقى السؤال: هل ستتمكن الجهات المسؤولة من الاستجابة لهذه المطالب الشعبية وتحسين واقع الخدمات الصحية في المستشفيات الخاصة؟”.
يشار إلى أن سكان المنطقة الشرقية عموما يعانون من ارتفاع أسعار الأدوية واختلافها بين صيدلية وأخرى، كما يعانون من غلاء معاينات الأطباء في مدينة الرقة، والتي يصل بعضها إلى 50 ألف ليرة سورية، وكذلك عند المراجعة 25 ألف ليرة سورية، مؤكدين أنها لا تتناسب مع الدخل المادي للسكان.