البادية السورية جبهة مفتوحة تهدد النظام ومجموعاته المساندة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص-SY24

أقرت قوات النظام السوري وميليشياته المتحالفة معه بوجود تهديد متزايد من تنظيم داعش في منطقة البادية السورية، بالتزامن مع استمرار الهجمات المباغتة التي يشنها التنظيم وخلاياه النائمة على أكثر من محور.

ووصفت هذه القوات المنطقة بـ”البؤر”، مشيرة إلى انتشار خلايا التنظيم في مناطق شرق محافظة حمص وغرب دير الزور.

ويأتي هذا الاعتراف في وقت تواجه فيه قوات النظام السوري تحديات متعددة على طول خطوط المواجهة، فوجود بؤر لتنظيم داعش في البادية يشكل تهديدًا مباشرًا لطريق الإمداد الاستراتيجي الممتد من البوكمال حتى الحدود اللبنانية السورية، مما يضع ضغوطًا إضافية على هذه القوات.

ويؤدي هذا الوضع الأمني المتدهور إلى تشتيت الجهد العسكري لقوات النظام السوري وميليشياته، حيث تجد نفسها مضطرة للتعامل مع جبهات متعددة في آن واحد.

وتشير التقارير إلى وجود اشتباكات ومعارك مستمرة في العديد من هذه الجبهات، مما يسبب إنهاكًا وإرهاقًا مستمرًا للقوات، حسب مراقبين.

في المقابل، تدّعي وسائل الإعلام التابعة للنظام أن قوات النظام، رغم إنهاكها من حرب استمرت 13 عامًا، تعمل حاليًا على إعادة بناء وتنظيم وتحديث قدراتها العسكرية بمساعدة حلفائها.

وتزعم هذه المصادر أن النظام يسعى لتطوير قدراته البرية والجوية والبحرية ضمن إمكاناته الاقتصادية الراهنة، حسب تعبيرها.

من جانبه، قال الناشط المهتم بملف البادية يوسف الشامي لمنصة SY24، إن “أي عمل عسكري فعال ضد تنظيم داعش وخلاياه في منطقة البادية يتطلب تخطيطًا دقيقًا وتدريبًا مكثفًا وإعدادًا للقوات، إضافة إلى تجهيز القدرات والأسلحة اللازمة، كما يستلزم الأمر جمع معلومات استخباراتية دقيقة عنه، وهي عملية قد تستغرق أشهرًا أو حتى سنوات من التحضير، في حين أن عناصر النظام غير قادرين أو مهيئين لجبهات القتال ضد داعش وفي تضاريس وعرة وأجواء مناخية ليست لصالحهم”.

وأضاف أنه “وفي ظل هذه التحديات المتعددة، يبقى السؤال مطروحًا حول قدرة النظام السوري على مواجهة التهديد المتنامي للتنظيم وخلاياه في البادية، خاصة مع استمرار الضغوط الاقتصادية والعسكرية التي يواجهها على جبهات متعددة”.

وأكد الشامي على أن قوات النظام مستنزفة وتحتمي بحماية الطيران الروسي الذي لم يتمكن أيضا من الحد من هجمات داعش على جبهات ومحاور عدة في البادية، لافتاً إلى المزيد من الخسائر التي يتكبدها النظام ومجموعاته المساندة على هذه المحاور.

ومؤخراً، شهدت البادية السورية استنفاراً واسعاً للميليشيات الموالية للنظام السوري، حيث قامت قوات النظام وميليشياته بإرسال تعزيزات عسكرية ضخمة باتجاه عدة محاور للبادية، والتي تركزت معظمها في محور بادية حمص والمناطق المحيطة بقاعدة التنف في باديتي تدمر والسخنة.

ويبقى مصير حملات مكافحة “داعش” في البادية السورية غامضاً، خاصةً في ظل استمرار نشاط التنظيم وشنّه هجمات على قوات النظام والميليشيات الموالية لها، حسب مراقبين.

مقالات ذات صلة