تشهد المناطق الشرقية من سوريا، وخاصة مدينة الرقة، أزمة بنزين حادة تؤثر بشكل كبير على حياة المواطنين اليومية.
وقد أدى نقص الوقود إلى طوابير طويلة أمام محطات الوقود وشكاوى متزايدة من السكان المحليين، بحسب تأكيد الأهالي.
ووفقاً للشكاوى الواردة من الرقة، فإن المدينة لم تتلق إمدادات كافية من البنزين لمدة شهر تقريباً.
وعلى الرغم من وصول خمسة صهاريج مؤخراً، إلا أن هذه الكمية تعتبر غير كافية لتلبية احتياجات السكان.
ومع وجود ما يقارب 30 ألف سيارة مسجلة في المدينة، تتراوح احتياجاتها من البنزين بين 40 و50 و75 لتراً، فإن الوضع يتطلب توزيعاً يومياً للوقود على جميع المحطات لحل الأزمة.
وعبّر العديد من السكان عن استيائهم من الوضع الراهن، حيث اضطر البعض للمبيت في سياراتهم أمام محطات الوقود، على أمل الحصول على حصتهم من البنزين.
وفي إحدى الحالات، تم توزيع الوقود على حوالي 140 سيارة فقط، رغم وصول شحنة تقدر بـ 40 ألف لتر على الأقل، وفق ما أفاد به عدد من أصحاب الشكاوى.
وفي ظل هذه الأزمة، ظهرت السوق السوداء كبديل مكلف للمواطنين، حيث يباع اللتر الواحد من البنزين بسعر يصل إلى 8000 ليرة سورية، مما يشكل عبئاً إضافياً على كاهل المواطنين.
كما تأثر قطاع النقل العام بشكل كبير، خاصة أصحاب “الطريزينات”، وهي وسيلة النقل البسيطة التي يعتمد عليها الكثير من الأهالي، إذ أعرب هؤلاء عن شعورهم بالإهمال وعدم الاهتمام باحتياجاتهم من الوقود.
ووسط هذه الأزمة، يقترح بعض السكان حلولاً ممكنة، منها تركيز عملية ضخ الوقود في محطتين رئيسيتين: محطة شكري بوزان ومحطة الفرات مع توزيع يومي للوقود، مما قد يساهم في حل المشكلة وتخفيف الضغط على باقي المحطات.
ويرى سكان الرقة أن هذه الأزمة تشكل تحدياً كبيراً يواجه سكان شرق سوريا وخاصة في الرقة، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل السلطات المعنية لضمان توفير الوقود بشكل منتظم وعادل، وتخفيف المعاناة عن المواطنين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، حسب كلامهم.