قصف مدفعي يغلق معبر أبو الزندين بريف حلب بعد يوم من افتتاحه

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

شهدت المناطق الشمالية من سوريا تصعيداً عسكرياً وتوتراً سياسياً خلال الأيام القليلة الماضية، مما أدى إلى تعطيل حركة المدنيين وإغلاق معابر حيوية، وسط مخاوف من تدهور الوضع الإنساني في المنطقة.

فبعد يوم واحد فقط من إعادة افتتاحه، تعرض معبر “أبو الزندين” في ريف حلب الشرقي لقصف مدفعي، مما أدى إلى إغلاقه مجدداً.

وأفادت مصادر متطابقة بسقوط عدة قذائف هاون مجهولة المصدر في محيط المعبر، الذي يربط مناطق سيطرة قوات النظام السوري بمنطقة “درع الفرات” الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة.

وجاء هذا القصف في ظل حالة من الاحتقان والرفض الشعبي لافتتاح المعبر، بحسب مصادر محلية.

وفي تطور لاحق، أكد مصدر محلي أن القصف استهدف المعبر أثناء تجمع الشاحنات عند القبان، استعداداً للتوجه نحو مناطق سيطرة النظام السوري، حيث يأتي هذا الحادث يأتي بعد إغلاق دام نحو أربع سنوات، مما يثير تساؤلات حول مستقبل التنقل والتجارة في المنطقة.

وشهد الشمال السوري يوم الأحد 18 آب/أغسطس الجاري، حدثاً بارزاً تمثل في الافتتاح الرسمي لمعبر “أبو الزندين” في مدينة الباب شرقي حلب، الذي يربط بين مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري ومناطق سيطرة النظام السوري.

وجاء هذا الافتتاح برعاية “الحكومة السورية المؤقتة” والشرطة العسكرية شمال سوريا، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وحول ذلك، قال الباحث في مركز جسور للدراسات، رشيد حوراني لمنصة SY24: “على الرغم من المعارضة الشعبية الرافضة التي اندلعت مطلع شهر تموز 2024 إلا أن الاتفاقات والتفاهمات المرحلية بين النظام برعاية روسية وتركيا لتطبيع العلاقات بينهما، يبدو أنها تخضع لخطوات ومراحل الهدف منها بناء الثقة وإظهار الجدية لدى الطرفين”.

وأضاف “ويبدو أيضا أن تركيا جادة في التطبيع مع النظام نظرا لمصالحها الكبيرة التي تمكنت من إبرامها مع الجانب الروسي، وهي تدرك من جانب اخر مأزق النظام المتمثل بعدم قدرته على اتخاذ قرار مستقل وتبعيته لروسيا أو إيران، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بأحد تصريحاته”.

وأشار إلى أن “التقارب التركي مع النظام تقف إيران ضده لأنه يحجم نفوذها في سوريا، وهي تتخوف من تركيا ونفوذها في سوريا منذ عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، وهذا التخوف عكسته تصريحات مسؤوليها”.

وختم قائلا “بالمقابل تركيا تظهر جديتها في التطبيع مع النظام لتضع الجانب الروسي أمام مسؤولياته وأنها أي (تركيا) ليست عائقاً ضد التطبيع”.

يذكر أنه في منتصف حزيران/يونيو الماضي، جرت تحضيرات بين الجانبين الروسي والتركي في ريف حلب الشمالي الشرقي لإعادة فتح معبر أبو الزندين، الذي يفصل بين مناطق سيطرة الفصائل المعارضة والمناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.

وفي سياق متصل، أعلن فريق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عن إصابة مدنيين اثنين بجروح إثر قصف مدفعي لقوات النظام استهدف مستودعاً طبياً لمنظمة إغاثية على أطراف مدينة إدلب، قبل يومين، موضحاً أن أحد المصابين من الكادر الإداري للمنظمة، بينما أصيب الآخر أثناء عبوره للطريق.

وحذر الدفاع المدني من أن هجمات قوات النظام وروسيا تهدد حياة المدنيين في شمال غربي سوريا وتمنعهم من الاستقرار، كما أشار إلى أن استمرار هذه الهجمات دون رادع قد يؤدي إلى موجات نزوح جديدة من مناطق واسعة في سهل الغاب وأرياف إدلب وحلب.

وفي حادثة منفصلة، تعرضت بلدة كورين لقصف مدفعي من قوات النظام، مما أدى إلى إصابة مدني بجروح وإلحاق أضرار بالممتلكات.

وتسلط هذه التطورات المتلاحقة الضوء على الوضع الهش في شمال سوريا، في حين تبقى الحاجة ملحة لتدخل دولي فعال لوقف التصعيد وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في المنطقة.

مقالات ذات صلة