أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في الذكرى الحادية عشرة لمجزرة الغوطتين، تجددت الذاكرة الأليمة للهجوم الكيميائي الذي نفذه النظام السوري على الغوطتين الشرقية والغربية في ريف دمشق، يوم 21 آب 2013. هذا الهجوم المروع، الذي وقع في ساعات الفجر الأولى، استخدم فيه غاز السارين القاتل على مناطق مكتظة بالسكان المدنيين.
وذكر التقرير الذي اطلعت عليه منصة SY24 على نسخة منه أن النتائج مشروعة، حيث أودى بحياة 1144 شخصاً، بينهم 1119 مدنياً، منهم 99 طفلاً و194 سيدة، إضافة إلى إصابة 5935 آخرين بأعراض تنفسية حادة.
وأكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن هذا الهجوم كان مقصوداً بشكل متعمد لقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين. جاء الهجوم في وقت كان فيه الجو هادئاً، مما جعل الغازات السامة تبقى قريبة من سطح الأرض، لتتسبب في سقوط أكبر عدد من الضحايا. هذا بالإضافة إلى الحصار الخانق المفروض على الغوطتين منذ نهاية عام 2012، والذي منع وصول الوقود والمعدات الطبية الضرورية لعلاج المصابين، ما فاقم من حجم الكارثة وزاد من معاناة السكان.
بعد مرور أحد عشر عاماً على هذه المجزرة البشعة، لا تزال الجراح مفتوحة، ولا يزال المجتمع الدولي عاجزاً عن تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة. هذا العجز الدولي لا يقتصر على تعميق جراح الضحايا وأسرهم فحسب، بل يزيد من شعورهم بالعزلة والظلم في ظل غياب العدالة التي كانوا يأملون في تحقيقها. إن غياب المحاسبة يزيد من معاناة الناجين الذين يعيشون في ظل هذا الجرح الذي لم يندمل، ويجعلهم يشعرون بأن العدالة قد تخلت عنهم في أحلك ظروف حياتهم.