من دمشق إلى إدلب.. حرفة قديمة تزدهر في الشمال السوري

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

في مدينة إدلب وبالقرب من ساحة مركز ” سيريتل” سابقاً، افتتح ” أحمد” محلاً لبيع النحاسيات بمختلف أشكالها، لتكون مصدر رزقه بعد نزوحه من ريف دمشق قبل سنوات.

تعد مهنة الشرقيات النحاسية من أقدم المهن التي عرفها وعمل بها السوريين منذ سنوات طويلة، ويذكر أنه كان لها أسواقاً خاصة في مختلف المحافظات السورية، وطرق تصدير واسعة أبرزها إلى دول الخليج.

“أحمد الرشد” 37 عاماً، أب لأربعة أطفال، يقيم في مدينة إدلب بعد تهجيره من ريف دمشق عام 2018، افتتح محلاً لبيع النحاسيات في إدلب، وليتابع عمله في مهنة ورثها أب عن جد.

يقول: ” لا يمكنني الاستغناء عن هذه الحرفة، فقد أصبح جزءً من حياتي العملية، حبي وشغفي دفعني لمتابعة عملي بها هنا رغم قلة تسويقها”.

تعلم ” أحمد” صناعة أدوات النحاس على يد والده في سوق جوبر بريف دمشق، أغلق سوق النحاسين بسبب الحرب الدائرة في سوريا، ثم تهجر من مدينته برفقة مجموعة من الشبان إلى شمال غربي سوريا.

جلب ” أحمد” عدة أواني نحاسية إلى مدينة إدلب، وافتتح ورشة لمتابعة عمله وصناعة كميات إضافية من النحاس، وبدأ يعرض تلك القطع العريقة في محل بوسط المدينة أطلق عليه اسم ” بيت جدي”.

يواجه مختلف حرفي المهن القديمة تراجع ملحوظاً في تسويق منتجاتهم، إضافة إلى صعوبة تأمين المواد الأولية للصناعة وارتفاع أسعارها، يشير: ” أحمد” إلى أن غالبية كبيرة من زملائه تخلوا عن هذه الحرفة بسبب قلة تسويقها، وبحثوا عن مصادر رزق أخرى بهدف تأمين قوت يومهم.

يعتمد أحمد على صناعة  وزخرفة النحاسيات بمختلف أشكالها، مثل دلال القهوة العربية والعدة التي ترافقها كالمنقل وغيره، إضافة إلى الخناجر والسيوف والترس، مع بعض الأواني المنزلية كالمناسف والقدور.

تفتقد هذه المنتجات النحاسية إلى نقلها للأسواق الخارجية، ويقتصر بيعها في الأسواق المحلية فقط، يقول: الحرفي أن بيع القطع النحاسية يعتمد على سكان العشائر التي تهتم في تفاصيل المضافات، وإضافة إلى ميسوري الحال الذين يشترون تلك القطع للزينة فقط..

تتميز مادة النحاس بقدرتها على نقل الحرارة بشكل أسرع من باقي المعادن الأخرى، إضافة إلى إعادة صيانتها في حال تعرضها لعطل ما وتلميعها لتعود إلى مظهرها الأصلي وكأنها قطعة جديدة الصنع.

مقالات ذات صلة