“على عيون الناس”، اشترت ” أم خالد” أربعة أساور وعقد من الذهب الروسي، لتزين به عروس ابنها البكر، واكتفت بشراء خاتم الخطوبة من الذهب الحقيقي وذلك بسبب ارتفاع أسعار الذهب بشكل كبير.
تشهد أسواق الشمال السوري تراجعاً مستمراً في أسعار صرف العملات الأجنبية، إضافة إلى ارتفاع كبير في أسعار الذهب والمجوهرات، حيث تجاوز سعر غرام الذهب عيار 21 اليوم الأربعاء 70 دولار.
“أم خالد” سيدة في الأربعينات من عمرها، أرملة وأم لأربعة شباب، تقيم في قرية شنان جنوبي إدلب، خطبت قبل أسابيع لابنها البكر، وتم فصل مهر العروس 3000 آلاف دولار أمريكي، وحددتْ تكاليف الخطوبة من خارج المهر كما جرت العادة مؤخراً في قريتها.
منذ ثلاثة سنوات، يعمل “خالد” مواصلاً الليل بالنهار حتى يتمكن من توفير المال لتغطية تكاليف الخطوبة والزواج، يشير الشاب إلى أن وضعه المادي لا يسمح بشراء قطع ذهب أكثر من خاتم الخطوبة، فهناك أولويات أهم بكثير من الذهب مثل أثاث البيت واللباس وغيره.
يقول: ” خالد” أنه اتفق مع خطيبته على شراء بعض أثاث البيت واللباس، وليكتفي بخاتم الذنب فقط إضافة إلى قطع الذهب الروسي”.
أصبحت الكثير من الخاطبين أصحاب الدخل المحدود تستبدل الذهب الحقيقي بقطع من الذهب المقلد الذي يطلق عليه اسم “الذهب الروسي أو البرازيلي” في المنطقة.
تقول “سناء” 23 عاماً، من أهالي مدينة أريحا، متزوجة منذ حوالي شهر تقريباً، أن العادات والتقاليد في مدينتها تهتم بشكل كبير في حلّي العروس ليلة زفافها، لهذا اختارت عقد من الذهب البرازيلي وأساور وخاتم، لتكون زينة لها في يوم عرسها.
تشير إلى أنها ارتبطت بزوجها بعد قصة حب دامت لسنوات، وأنها لا تهتم بالأشياء الجمالية والكمالية في حياتها، فهي تعتمد على الأساسيات التي تكمن في المودة والمحبة الدائمة والتفاهم بينهما”.
وبدورها، تعتقد: ” وفاء” 26 عاماُ، مطلقة وام لطفل واحد، تقيم في مدينة إدلب، أن الذهب حق من حقوق الزوجة كالمهر تماماً، لأنه يكون لها منقذاً مادياً جيداً في حالة الطلاق.
تقول: إنها باعت ذهبها قطعة تلوى الأخرى بعد طلاقها لتغطية نفقتها ونفقة طفلها بعد أن تخلى والده عن دفع نفقته.
نتيجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة تخلت الكثير من الأسر عن بعض عادات وتقاليد الزواج وأصبحت تقتصر مطالبهم حسب الظروف المناسبة للطرفين.
