“الركن البدوي” مخيماً للتعريف بثقافة وتراث البدو في إدلب 

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص-SY24 

على الكورنيش الجنوبي لمدينة إدلب، أسس “سعيد الصالح” خلال الفترة الماضية مخيماً للاحتفاء بالتراث البدوي وأطلق عليه اسم ” الركن البدوي”، محاولاً من خلاله نقل التراث البدوي وثقافيه إلى إدلب، بعد أن أجبر على النزوح من مدينته تدمر قبل عدة سنوات بسبب الحرب القائمة في سوريا.

” سعيد الصالح” رجل في الأربعينات من عمره، أب لأربعة أولاد، يقيم في مدينة إدلب، سعى الأشهر الماضية إلى إعادة تأسيس مخيم بدوي، ليكون صورة مصغرة عن مخيمه الذي كان في تدمر قبل بداية الحرب في سوريا.

عمل ” سعيد” منذ صغره في تربية الخيول العربية والإبل وتاجر فيها، فكانت مصدر رزقه في تدمر وذلك بسبب إقبال عدد كبير من السياح على شرائها.

يقول: بأنه ورث مهنة تربية الخيول والإبل من والده وجده، وعمل بها أكثر من عشرين عاماً، حتى أصبحت جزءً من حياته المهنية والعملية.

قبل الحرب في سوريا، كان سكان تدمر يعتمدون بشكل أساسي على السياحة لما تتميز مدينتهم بأماكن قديمة وتاريخية يقصدها السياح من مختلف دول العالم.

يسرد الشاب في ذكرياته قبل الحرب، فيقول: ” عملت دليلاً سياحياً أكثر من 15 عاماً، إضافة إلى تأسيسي مخيم بدوي الذي أسسته في تدمر عام 2000 وطورته مع الأيام لتصبح مساحته أكثر من 20 دونماً، يحتوي كافة تفاصيل المعالم البدوية التي تدل على تاريخ وثقافة مدينتي”.

يحتوي الركن البدوي في إدلب على عدة خيام صغيرة كجناح عائلي، إضافة إلى خيمة كبيرة لجلسات الشباب والعشائر، إضافة إلى مزرعة تحتوي على عدد من الإبل والخيول تستخدم للركوب عليها، وأكثر ما يميز الركن وجود القهوة العربية، يقول: ” ابراهيم” 29 عاماً، صانع القهوة  العربية في المخيم، بأن القهوة العربية أساسية في حياة البدو، تتميز بنكهة خاصة بسبب تحميصها على الحطب وطحنها في المهباج.

إضافة إلى القهوة العربية التي تقدم بشكل مجاني إلى الزبائن فور دخولهم ببوابة الركن، أيضاً يتوفر لديهم المشروبات الباردة والساخنة والمناسف العربية والمندي التي تطبخ بلحم الجمل أو الغنم أو الدجاج حسب طلب الزبون.

شهدت منطقة الشمال السوري تنوعاً تجارياً واجتماعياً ملحوظاً خلال سنوات الحرب، وذلك بسبب تهجير آلاف السوريين من مختلف المحافظات السورية إلى إدلب، الذين نقلوا خلال رحلتهم ثقافتهم وتقاليد وتراثهم إلى المكان الذي استقروا به، لتصبح محافظة إدلب أشبه بسوريا المصغرة.

مقالات ذات صلة