تشهد مدن شمال شرقي سوريا أزمة مرورية حادة تتفاقم يوماً بعد يوم، مما يزيد من معاناة السكان المحليين ويؤثر سلباً على الخدمات العامة.
وتعود هذه الأزمة إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها ضعف البنية التحتية مقارنة بالزيادة المطردة في أعداد المركبات.
وفقاً لتقارير من المنطقة، فإن البنية التحتية في شمال وشرق سوريا لم تعد قادرة على استيعاب الكم الهائل من السيارات.
فعلى سبيل المثال، مدينة القامشلي، التي صممت أصلاً لاستيعاب 3 آلاف مركبة، تجاوز عدد المركبات فيها حالياً 60 ألف سيارة، مما يشكل ضغطاً هائلاً على شبكة الطرق والمرافق العامة، حسب جهات خدمية.
وتشير إحصائيات الإدارة العامة للمرور (الترافيك) في شمال وشرق سوريا إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الحوادث المرورية.
ففي عام 2023، بلغ عدد الحوادث حوالي 3600 حادث، نتج عنها إصابة 2060 شخصاً ووفاة 250 آخرين. أما في عام 2024، فقد تم تسجيل 2600 حادث حتى الآن، مما أدى إلى إصابة 1650 شخصاً ووفاة 185 آخرين.
ويعزو المسؤولون سبب كثرة الحوادث إلى عدم الالتزام بقوانين السير، التي تتضمن 230 مادة قانونية.
وتشير التقارير إلى أن أغلب الحوادث تنتج عن السرعة الزائدة والقيادة من قبل القاصرين.
وتتفاقم المشكلة بسبب عدة عوامل إضافية، منها: الاكتظاظ السكاني في المدن، تدمير أغلب الشوارع بفعل الحرب، عشوائية إغلاق الشوارع من قبل السكان سواء بسبب خيم العزاء أو الحفر العشوائي أو البناء الجديد، التعديات على المخطط التنظيمي للمدن، ودخول الآليات الزراعية والشاحنات إلى المدن دون تنظيم.
ويرى الخبراء أن حل هذه الأزمة يتطلب إجراءات جذرية، تشمل: إنشاء مواقف خاصة لكل بناية، توفير ساحات عامة لركن السيارات دون التأثير على أرزاق الباعة المتجولين، منع دخول الآليات الزراعية والشاحنات إلى المدن أو تخصيص أوقات محددة لدخولها، تطوير البنية التحتية للطرق وتحسين شبكة المواصلات العامة، وتشديد تطبيق قوانين السير وزيادة الوعي المروري بين السكان.
ومؤخراً، شكا عدد من السكان من ظاهرة الازدحام في شوارع المدينة وبالأخص شارع تل أبيض، مؤكدين أن الازدحام بات مشكلة يومية في الرقة، ما يضطرهم إلى الانتظار لساعات طويلة في الطرقات.
وذكر آخرون من أبناء المدينة أنهم لا يستطيعون الوصول إلى وجهاتهم في الوقت المحدد بسبب الازدحام، في حين تغيب الجهات الخدمية عن إيجاد الحلول لمشكلة الازدحام المروري والسكاني في شوارع الرقة.