تفيد الأنباء الواردة من مدينة القامشلي في شرق سوريا، بتنفيذ سائقي السرافيس (الفوكسات) إضراباً شاملا، مما أدى إلى شلل شبه تام في حركة النقل العام وتسبب في معاناة كبيرة للمواطنين، خاصة الفقراء، والعمال، والطلاب، والموظفين.
ويعود سبب الإضراب وخاصة في “حي الطي” إلى قرار تخفيض مخصصات السائقين من المازوت المدعوم، إضافة إلى عدم توزيع هذه المخصصات في اليوم المحدد.
وأوضحت مصادر مطلعة أن كمية المازوت المخصصة لكل سائق قد تم تخفيضها من 25 لتراً يومياً إلى 10 لترات فقط، مع الإبقاء على سعر اللتر الواحد عند 525 ليرة سورية.
وقد حاول السائقون التفاوض مع لجنة المحروقات في القامشلي لإعادة النظر في هذا القرار، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، مما دفعهم إلى اتخاذ قرار الإضراب، حسب المصادر المطلعة.
يذكر أن عدد الفوكسات العاملة على خط حي الطي، والتي تنطلق من حي الزنود وصولاً إلى كراج نوروز في السوق، يبلغ 45 مركبة.
وتبلغ تعرفة الركوب الحالية 1500 ليرة سورية، وفقاً لما أفاد به مكتب النقل في بلدية الشعب في القامشلي.
وقد أثار هذا الإضراب ردود فعل متباينة بين المواطنين، فمن جهة، عبّر العديد من الأهالي عن تفهمهم لموقف السائقين، مناشدين السلطات المعنية إعادة النظر في قرار تخفيض مخصصات المازوت.
وقال أحد المواطنين: “نتمنى منكم أن لا تقطعوا عنهم مادة المازوت لأن السرافيس تخدم الفقراء والعمال والطلاب والموظفين، لذا نرجو منكم إعادة النظر في هذا الشأن فـ 10 لترات لا تكفي لعمل السرافيس”.
من جهة أخرى، رأى بعض المواطنين أن قرار تخفيض المخصصات صائب، مشيرين إلى أن بعض السائقين يستغلون المخصصات دون العمل الفعلي.
وقال أحدهم، إن “قرار صائب، لأن أغلبية الفوكسات لا يعملون ويستلمون مخصصاتهم ويبيعونها”.
وحول ذلك، قال الناشط السياسي وابن المنطقة الشرقية، عبد المنعم المنبجاوي لمنصة SY24، إن “هذا الإضراب يأتي في وقت تعاني فيه المدينة من أزمات اقتصادية متعددة، مما يزيد من حدة تأثيره على الحياة اليومية للمواطنين”.
ولفت إلى أن “الفئات الأكثر تضرراً هم الفقراء والعمال والطلاب والموظفون الذين يعتمدون بشكل أساسي على وسائل النقل العام للوصول إلى أماكن عملهم ودراستهم”.
وفي ظل استمرار الأزمة، تتجه الأنظار إلى السلطات المحلية ولجنة المحروقات للتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف ويضمن استمرار خدمة النقل العام بشكل فعال ومستدام، مع مراعاة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة.