أطلقت منظمة رؤيا، بالتعاون مع عدد من منظمات المجتمع المدني العاملة في شمال شرق سوريا، حملة “مهنتي” في محافظة الحسكة.
تهدف هذه المبادرة الرائدة إلى تسليط الضوء على قصص النجاح المهنية للنساء العائدات من مخيم الهول، وتعزيز فرص إعادة إدماجهن في المجتمع.
وكجزء من هذه الحملة، تم تنظيم نشاط خاص حول التسويق وإعداد الجدوى الاقتصادية للمشاريع الصغرى.
وحضر هذا النشاط خمسة عشر امرأة من أصحاب المهن الناجحة، جميعهن من العائدات من مخيم الهول.
ويعتبر هذا النشاط خطوة هامة في تمكين هؤلاء النساء اقتصادياً وتزويدهن بالمهارات اللازمة لتطوير مشاريعهن الخاصة.
يذكر أن مخيم الهول، الواقع في ريف الحسكة شرق سوريا، قد شهد في السنوات الأخيرة عودة العديد من النازحين السوريين إلى مناطقهم الأصلية.
وتأتي مبادرة “مهنتي” كجزء من الجهود المبذولة لدعم عملية إعادة الإدماج وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للعائدين.
وقد لاقت هذه المبادرة ترحيباً واسعاً من أهالي المنطقة، حيث عبّر العديد منهم عن دعمهم وتمنياتهم بالتوفيق والنجاح الدائم للمشاركات.
ويعكس هذا الدعم المجتمعي أهمية مثل هذه البرامج في تعزيز التماسك الاجتماعي وبناء الثقة بين مختلف شرائح المجتمع.
وتركز حملة “مهنتي” على عدة جوانب أساسية، أهمها: تمكين المرأة من خلال دعم النساء العائدات في بناء مهاراتهن المهنية وتطوير مشاريعهن الخاصة، التأهيل الاقتصادي عبر تقديم دورات في التسويق وإعداد دراسات الجدوى، مما يساعد في ضمان استدامة المشاريع الصغيرة، إعادة الإدماج المجتمعي من خلال إبراز قصص النجاح وتغيير النظرة المجتمعية تجاه العائدين من المخيمات، والأهم بناء القدرات عبر تزويد المشاركات بالأدوات والمعرفة اللازمة لتحسين فرصهن في سوق العمل.
وتعتبر هذه المبادرة نموذجاً يحتذى به في مجال دعم الفئات المتضررة من النزاعات وتعزيز التنمية المستدامة في المناطق التي شهدت صراعات، كما أنها تسلط الضوء على الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه المرأة في عملية إعادة البناء والتنمية الاقتصادية.
ومع استمرار هذه الحملة، من المتوقع أن تساهم في خلق المزيد من فرص العمل وتحسين الظروف المعيشية للعائلات العائدة، مما يساعد في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة على المدى الطويل، حسب القائمين على هذه المبادرات.
وحول ذلك، قالت الناشطة الإنسانية مايا عصملي لمنصة SY24، “تبقى التحديات قائمة أمام هذه المبادرة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة، ومع ذلك فإن النجاح الأولي لمثل هذه المبادرات يبعث على الأمل في إمكانية تحقيق تغيير إيجابي ملموس في حياة العائدين وفي المجتمعات المحلية ككل”.
يشار إلى أن منصة SY24 بدأت منذ عدة أسابيع بتسليط الضوء على أوضاع العائدات من مخيم الهول، من خلال نشر التقارير والمنشورات على منصات التواصل الاجتماعي تحت عنوان “العائدات إلى الحياة”.