تشهد العاصمة دمشق أزمة خانقة في توزيع مادة البنزين، حيث يعاني السائقون من تأخير مستمر في استلام مخصصاتهم من بنزين أوكتان 95، وذلك دون معرفة الأسباب أو إيجاد حلول من قبل الجهات المعنية. إذ اشتكى عدد من السائقين في دمشق وريفها من تأخر وصول رسائل البنزين لأكثر من المدة المحددة، مما يزيد من معاناتهم ويؤدي إلى ازدحام مروري كبير.
ووفقاً لتقرير نشره موقع محلي، فقد وصل تأخر رسائل طلب بنزين أوكتان 95 إلى أكثر من عشرة أيام، على الرغم من تحديد مكان محطة الوقود من قبل السائقين. ويتفاوت وقت وصول الرسائل حسب المنطقة، مما يساهم في تفاقم الأزمة.
يقول أحد السائقين المتضررين: “هذه الأزمة تسببت بازدحام كبير أمام محطات الوقود، حيث قد تصل مدة الانتظار إلى أكثر من خمس ساعات، بينما تصل أقل مدة انتظار أمام إحدى المحطات إلى ساعتين”.
تعتمد وزارة النفط والثروة المعدنية على نظام الرسائل لبيع بنزين أوكتان 95 بهدف تخفيف الازدحام ومنع عمليات المتاجرة وضمان وصول المادة لمستحقيها، إلا أن هذا النظام أثبت فشله في وقت قصير من تطبيقه، دون توضيح من الجهات المسؤولة عن أسباب الخلل والازدحام.
في 8 آب، حددت الوزارة كمية البنزين للسيارات الخاصة بـ 30 لترًا كل ثمانية أيام والسيارات العامة بـ 25 لتراً كل شهر، من خلال اختيار المحطة عبر تطبيق “وين” أو قناة التيليغرام الخاصة بالمشروع. يتم بعدها حجز المادة بناءً على رغبة الشخص، وعندها يُحجز دور لاستلام المادة خلال 24 ساعة من استلام الرسالة.
إن انقطاع مادة البنزين يؤثر بشكل كبير على الأهالي ويزيد من أزمة المواصلات التي لم تشهد تعافياً منذ سنوات. كما يمتد تأثيره إلى أصحاب المصالح والأعمال الذين يعانون بالفعل من صعوبة الحصول على البنزين حتى في السوق السوداء، رغم ارتفاع أسعارها.
تظل الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي تواجه المدنيين في مناطق سيطرة النظام من أبرز التحديات اليومية التي لم تُحل بعد. مع استمرار ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وتفاقم الأزمات المرورية، تزداد معاناة الأهالي وأصحاب الأعمال، مما يجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة في ظل غياب أي حلول فعالة. إن إيجاد حل لهذه الأزمة المتفاقمة أصبح ضرورة ملحة لتخفيف الضغط على المواطنين وتحسين ظروفهم المعيشية.