تشهد مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي حالة من التوتر الأمني المتصاعد في الأيام الأخيرة، وسط تهديدات من قبل النظام السوري وقواته الأمنية باقتحام المدينة واعتقال المطلوبين من أبنائها.
ووفقًا لمصادر محلية، قام مدير إدارة المخابرات العامة التابع للنظام، المدعو حسام لوقا، قبل أيام بزيارة إلى مدينة تلبيسة، حيث عقد اجتماعًا مع ممثلين من وجهاء المنطقة، وهو الاجتماع الثالث من نوعه خلال الشهرين الماضيين.
وخلال الاجتماع، هدد لوقا أهالي المدينة بمداهمتها وإحضار الأشخاص المطلوبين الذين لم يقوموا بإجراء التسويات التي حصلت في وقت سابق.
وتأتي هذه التهديدات في ظل رفض أهالي المدينة إجراء تسوية جديدة وسحب أبنائهم للخدمة في صفوف قوات النظام.
وقبل زيارة لوقا، شوهدت قوات أمنية وعسكرية تابعة لجهاز المخابرات الجوية تتمركز على أطراف مدينة تلبيسة.
كما أفاد ناشطون بوجود حشود عسكرية وأمنية بقيادة فرع المخابرات الجوية على الأوتوستراد الدولي بالقرب من المدينة، إضافة إلى وجود مركبات تحمل رشاشات ثقيلة.
وفي تطور لاحق، أفادت مصادر محلية بأن النظام السوري يستعد لفرض حصار على مدينة تلبيسة، مما يزيد من حدة التوتر في المنطقة ويثير مخاوف السكان المحليين.
يأتي هذا التصعيد في إطار محاولات النظام السوري لفرض سيطرته الكاملة على المناطق التي كانت خارج سيطرته سابقًا، وإجبار السكان على الامتثال لشروطه، بما في ذلك تسليم الأسلحة والانخراط في صفوف قواته العسكرية.
وحول ذلك، قال الناشط محمد الشيخ، أحد المهجرين من حمص إلى الريف الشمال لمنصة SY24، إن “الأوضاع في تلبيسة متوترة ومحفوفة بالمخاطر، مع استمرار التهديدات والضغوط من قبل قوات النظام، وسط مخاوف من تدهور الوضع الإنساني للسكان المدنيين في حال فرض حصار على المدينة”.
وأضاف أن النظام وأذرعه الأمنية بين فترة وأخرى يحاولون زعزعة الاستقرار في ريف حمص الشمالي وبالأخص في مدينة تلبيسة، بحجة البحث عن مطلوبين أو بحجة الضغط على من تبقى من الشباب للزج بهم على جبهات القتال وخاصة في البادية السورية”.
وقبل شهر تقريباً، خرجت مظاهرة مسائية في مدينة تلبيسة رفضًا لما يسمى بـ “التسوية” مع سلطات النظام السوري.
ومنتصف العام الجاري، شهد ريف حمص الشمالي وخاصة مدينة تلبيسة، حالة من التوتر الأمني المتصاعد على وقع انتشار ظاهرة الخطف مقابل الفدية المالية وعمليات السلب بقوة السلاح من قبل عصابات مسلحة يُعتقد أنها تنتمي لميليشيا “حزب الله” اللبناني.