تفيد الأنباء الواردة من مدينة الرقة خصوصا والمنطقة الشرقية عمومناً، بتزايد ملحوظ في ظاهرة استخدام السلاح بشكل عشوائي، مما أثار مخاوف السكان المحليين ودفعهم للمطالبة باتخاذ إجراءات صارمة لضبط الوضع الأمني.
ووفقًا لشكاوى الأهالي، فقد انتشرت ظاهرة استعمال السلاح في مختلف المناسبات، سواء كانت صغيرة أو كبيرة.
وأشار المواطنون إلى أن السلاح أصبح في متناول الجميع، ويُستخدم بشكل متهور وغير مسؤول، مما يشكل خطرًا على السلامة العامة.
ويؤكد بعض السكان أن الوضع وصل إلى حد الفوضى، حيث أصبح من الشائع استخدام السلاح حتى في النزاعات البسيطة أو النقاشات العادية.
وأدى هذا الأمر إلى حالة من عدم الشعور بالأمان بين المواطنين، خاصة في الأماكن العامة والتجمعات، بحسب تعبيرهم.
من جانب آخر، يشير البعض إلى أن انتشار السلاح أصبح ضرورة في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي تمر بها المنطقة، فهم يرون أن حمل السلاح يوفر نوعًا من الحماية الذاتية، خاصة في ساعات الليل أو في المناطق الأقل أمنًا، وفق رأيهم.
ومع ذلك، فإن الغالبية تطالب الجهات المسؤولة بإجراء حملة أمنية شاملة لضبط السلاح غير المرخص، في حين يقترح البعض فرض عقوبات صارمة على من يُضبط بحوزته سلاح غير قانوني بعد هذه الحملة، لتكون رادعًا لغيره.
كما يطالب الأهالي بتشديد العقوبات على إطلاق النار العشوائي في المناسبات والأفراح، مع اقتراحات باعتبار مطلق النار في هذه الحالات قاتلاً بالعمد وليس مجرد حادث عرضي، وذلك بعد تكرار حوادث إصابة أبرياء نتيجة الطلقات الطائشة في مثل هذه المناسبات.
يأتي هذا في وقت تعاني فيه المنطقة الشرقية من تداعيات سنوات من الصراع، مما أدى إلى ضعف سيطرة الأجهزة الأمنية وانتشار السلاح بشكل واسع بين المدنيين.
ويرى المراقبون أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب جهودًا متكاملة تشمل تعزيز الأمن، وتطبيق القانون بحزم، إضافة إلى نشر الوعي بين المواطنين حول مخاطر استخدام السلاح بشكل عشوائي.
وتبقى مسألة ضبط السلاح في الرقة وباقي المناطق شرق سوريا تحديًا كبيرًا يحتاج إلى تضافر جهود السلطات المحلية والمجتمع المدني لإيجاد حلول مستدامة تضمن أمن وسلامة المواطنين، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الأمنية الخاصة التي تمر بها المنطقة.