منذ عدة أشهر، التحقت الشابة ” مروة” بإحدى النوادي الرياضية النسائية في مدينة إدلب، بهدف التخفيف من وزنها الزائد وحصولها على لياقة بدنية تناسبها، وذلك بعد خضوعها إلى عدة تدريبات معينة لهذا الغرض.
شهدت المدن الشمال السوري انتشاراً ملحوظاً للنوادي الرياضية النسائية، ليصل عددها إلى أكثر من 30 نادي متوزعة على المدن الرئيسية في المنطقة تتبع جميعها إلى اتحاد الرياضي العام.
“مروة” سيدة ثلاثينية، أم لأربعة أطفال تقيم في مدينة إدلب، أقبلت على الاشتراك في نادي الأندلس الرياضي بالمدينة، بعد أن نصحها طبيبها المختص بممارسة تمارين محددة للتخفيف من وزنها إضافة إلى اتباع نظام غذائي معين.
تقول: أنها تداوم في المركز الرياضي كل يوم مدة ساعتين متواصلين، تمارس بها بعض التمارين الرياضية المختصة لهذا الغرض، بإشراف مدربة مختصة”.
التزمت مروة بمعظم تعليمات المدربة وتابعت فترة التدريب بشكل دائم، وحافظة على نظامها الغذائي المحدد لها، حتى نالت خلال أشهر قليلة نتيجة ملموسة، لتزيد من رغبتها في متابعة التدريبات حتى تحصل إلى اللياقة البدنية التي تسعى إليها.
أصبحت النوادي الرياضية ملاذ الكثير من السيدات في المنطقة، وذلك باعتبارها متنفس لهن من ضغوطات الحياة التي تواجهن، إضافة إلى بناء علاقات اجتماعية جديدة، وذلك بسبب لقاءهن بشكل يومي في المكان ذاته.
“فاطمة” سيدة عشرينية، أم لطفلين، تقيم في مدينة إدلب بعد تهجيرها من ريف حمص قبل عدة سنوات، تقول: بأنها افتقدت للعلاقات الاجتماعية منذ تهجيرها وابتعادها على أحبابها وأهلها، عندما اضطرت للسفر مع زوجها بحثاً عن مكان أكثر أماناً.
افتقدت “فاطمة” معظم علاقات اجتماعية خلال سنوات نزوحها الأولى، لكن مع التحاقها بأحد الأندية الرياضية أصبح لها تواصل اجتماعي جديد كانت سبباً لخروجها من العزلة القاتلة التي كانت تواجهها قبل، إضافة إلى شعورها بالسعادة والراحة خلال الجلسات المتواصلة التي تعقد في النادي باشتراك مع المتدربات والمدربات.
تعاني معظم السيدات المسنات من آلام مستمرة في فقرات الرقبة والعمود الفقري، ويشكو بعضهن من مرض الديسك، الذي ينصح الأطباء المختصين مرضاهم بالالتحاق بالنوادي الرياضية لتكون كنزع علاج فيزيائي، يخفف نسبة كبيرة من الألم.
تتردد ” أم خالد” 55 عاماً، تقيم في مدينة سرمدا شمالي إدلب، كل يوم إلى النادي الرياضي في مدينتها، تمارس بعض التمارين كنوع من العلاج الفيزيائي لمرضها، لتنال نتيجة جيدة شجعها على الاستمرار مع التزامها بتناول بعض الأصناف من الأدوية الكيميائية.
تختلف رسوم الاشتراك في الأندية الرياضية حسب المنطقة، الأجهزة الموجودة فيها، وخدماتها المتوفرة وكفاءة المتدربات فيها، لتتراوح أسعارها ما بين 10 إلى 30 دولار أمريكي.