فرضت قوات النظام السوري إجراءات أمنية مشددة على “سد الزلف” في بادية السويداء جنوب سوريا، مما أثار جدلاً واسعاً حول دوافع هذه الخطوة وتداعياتها على السكان المحليين، خاصة الصيادين.
,وفقاً لمصادر من أبناء المنطقة، بدأت هذه الإجراءات منذ حوالي أسبوعين، حيث تم وضع حاجز عسكري يمنع الدخول إلى منطقة السد دون الحصول على موافقة أمنية من محافظ السويداء، وقد أدى هذا القرار إلى حرمان عشرات الصيادين من ممارسة مهنتهم في المنطقة.
وبرر النظام هذه الإجراءات، حسب “شبكة السويداء 24″، بأنها تهدف إلى منع حدوث ردود فعل انتقامية بحق المدنيين، خاصة بعد التوترات التي شهدتها المنطقة في شهر تموز/يوليو الماضي، أي بعد اشتباكات سابقة أسفرت عن مقتل مواطن من عشائر المنطقة، مما أثار مخاوف من احتمال وقوع أعمال انتقامية.
من جانبهم، اتهم بعض الصيادين الحاجز العسكري باستغلال هذه الأحداث لاحتكار الصيد لصالح مجموعة معينة مقابل مبالغ مالية، رغم عدم تقديم أدلة ملموسة على هذه الادعاءات.
وفي سياق متصل، قالت الناشطة السياسية وابنة السويداء، راقية الشاعر لمنصة SY24، إن “النظام وضع يده على سد الزلف وثبّت حاجزاً ونقطة عسكرية هناك”، مبينة أن “الدخول للسد يحتاج لموافقة أمنية ومن المحافظ حصرا وخاصة للصيادين”.
ولفتت إلى أن النظام وأذرعه الأمنية يدّعون أنهم حريصون على المنطقة واستقرارها، متذرعاً بالتوتر الأخير والخلاف الذي حصل بين بعض البدو والسكان المحليين والذي تطور إلى وقوع جريمة قتل.
ونبّهت إلى أن السد من أبرز النقاط التي تتواجد فيها ميليشيات تابعة لإيران، ويعتبر كحد فاصل بين الحدود الإدارية لمحافظة السويداء والحدود الإدارية لمنطقة ريف دمشق، لذا هو نقطة هامة تحاول إيران الاستيلاء عليها، حسب تعبيرها.
ووسط كل ذلك، يثير هذا الوضع تساؤلات حول مستقبل المنطقة وتأثير هذه الإجراءات على حياة السكان المحليين، خاصة الصيادين الذين يعتمدون على سد الزلف كمصدر رزق أساسي.
كما يسلط الضوء على التعقيدات الأمنية والاجتماعية التي تواجهها المناطق الحدودية في سوريا، وسط تنافس مختلف القوى للسيطرة على المواقع الاستراتيجية وبالأخص التنافس من قبل الميليشيات الإيرانية في المنطقة.
وبين فترة وأخرى، يحذر أبناء السويداء من مساعي إيران للاستيطان في قرى ريف السويداء، من خلال شراء العقارات وتملكها، مستغلة أوضاع الناس الاقتصادية والمعيشية.
وأجمع كثيرون على رفض الوجود الإيراني وحتى الروسي بالقول “في حمص ودير الزور، وأجزاء كبيرة من حلب، كلها أصبحت للإيرانيين.. استيطان دائم”، حسب وصفهم.