يعاني مزارعو جبل الزاوية هذا العام من انتشار كثيف لآفة التين الشمعية، والتي ألحقت أضرارًا فادحة بمحصول التين وأثرت بشكل كبير على كمية الإنتاج وجودته.
يعد موسم التين في محافظة إدلب من أهم المواسم الزراعية التي يعتمد عليها السكان، حيث تتركز زراعته في جبل الزاوية وريف جسر الشغور.
“أبو حسن”، البالغ من العمر 44 عامًا، أب لسبعة أولاد، يقيم في بلدة كنصفرة جنوبي إدلب، يملك ما يقارب 100 شجرة تين من أنواع مختلفة، أشهرها التين السلطاني.
أهمل المزارع أرضه خلال سنوات الحرب بسبب تعرض منطقته لقصف مستمر من قبل قوات النظام المتمركزة بالقرب من البلدة، يقول: “قصرتُ في تقليم أشجار التين وحراثة الأرض لمدة ثلاث سنوات نتيجة الحملة العسكرية الأخيرة على المنطقة”.
يعاني “أبو حسن” هذا العام من انتشار كبير لآفة التين الشمعية، أو ما تعرف باسم “آفة الحلزون”، وذلك بسبب انتقال العدوى عن طريق ثمار “التوب” (التين الذكري) التي أتى بها المزارعون من ريف جسر الشغور.
أثر دفء فصل الشتاء هذا العام وانعدام الثلوج والصقيع في المنطقة بشكل عام على إبقاء الحشرات على قيد الحياة، وخاصة آفة الحلزون.
يقول “أبو حسن”: إن “عدوى هذا المرض تنتقل بسرعة كبيرة بين أشجار التين وبطرق عديدة عن طريق الهواء أو الحشرات أو الطيور”.
تحتاج شجرة التين إلى عناية دقيقة ودائمة طيلة العام حتى يحظى مزارعوها بموسم وفير وجودة عالية، يقول المهندس الزراعي “عبد الحميد”، البالغ من العمر 53 عامًا، والمقيم في جبل الزاوية، إن شجرة التين تحتاج كل عام إلى تقليم في فصل الخريف، ثم تُرَش بعدة مرات بأنواع معينة من المبيدات الحشرية لتجنب إصابتها بأي مرض.
أما بخصوص آفة الحلزون، فيقول المهندس الزراعي إن أنثى هذه الحشرة تبدأ بوضع بيوضها في منتصف أيار، لتفقس وتتحول إلى يرقات في منتصف تموز، ثم يتشكل الحلزون على أوراق وثمار وأغصان الشجرة.
يمكن معالجة شجرة التين من هذا الوباء عن طريق رشها بعدة مبيدات حشرية، تبدأ في فصل الربيع وتنتهي مع نضج ثمار التين، يشير المهندس إلى أن شجرة التين تحتاج إلى فترة علاجية طويلة الأمد من خلال رشها بالمبيدات الحشرية عدة مرات، خمس أو ست مرات في العام.
يعيش مزارعو جبل الزاوية حالة من القلق الواضح في ظل انتشار هذا الوباء بين أشجارهم، ويشكون من تراجع إنتاج موسمهم وضعف جودته مقارنة مع الأعوام الماضية.