أطفال الشمال السوري يتفوقون في مسابقة دولية للحساب الذهني 

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

نظمت رابطة رواد العرب في بغداد مسابقة للحساب الذهني للأطفال قبل أيام، بمشاركة نحو 300 طالب وطالبة من 12 دولة عربية ودول أخرى، وكان لأطفال من الشمال السوري نصيب في المشاركة وتحقيق المراكز الأولى، متفوقين على جميع الفرق المشاركة.

يروي المعلم عبد الفتاح الطويل، مدرب الحساب الذهني في مدرسة “نهضة الشام” الخاصة شمال إدلب، تجربة طلابه في الانضمام إلى الرابطة والمشاركة في المسابقة الأخيرة والتفوق فيها، يقول إنها “تجربة مميزة أعطت دافعاً قوياً للطلاب للنجاح والتحدي، رغم الظروف الصعبة التي يعيشها معظم الأطفال في المنطقة، من خلال تنمية مواهبهم واستغلال قدراتهم العقلية في عمليات الحساب الذهني”.

ويضيف “الطويل” أن السنوات الأخيرة شهدت تميز عدد كبير من الأطفال في الشمال السوري بمادة الحساب الذهني، حيث برزوا في مسابقات عالمية خلال السنوات القليلة الماضية.

ويشرح أن الحساب الذهني هو إحدى طرق تقوية الذاكرة، ويُطلق عليه “الرياضيات الذهنية” التي تعتمد بشكل أساسي على الذاكرة، مع الوقت والتدريب، تصبح الذاكرة دائماً في وضع الاستعداد والجاهزية لاستدعاء المعلومات، مما ينعكس إيجاباً على جميع المواد الدراسية وليس فقط مادة الرياضيات.

ويوضح المعلم آلية المسابقة، حيث تضمنت الإجابة على مئة سؤال للعمليات الحسابية يجب حلها خلال عشر دقائق فقط عبر رابط مخصص لكل طالب مشارك، الطالب الذي يحقق الإجابات الصحيحة في أقل وقت يتفوق على المتسابقين الآخرين.

وقد حقق الطالب “عبد المنعم السلوم”، نازح من ريف حماه إلى الشمال السوري، المركز الأول بعد حصوله على درجة 100 بزمن قياسي لم يتجاوز أربع دقائق وربع.

كما حصل الطالب “عبد القادر أبو الخير” على درجة 100 في زمن ثماني دقائق، حيث لعب عامل الزمن دوراً كبيراً في تحديد المراكز الأولى للمتسابقين، إلى جانب تحقيق طلاب آخرين معدلات عالية أيضاً.

ولاقت مادة الحساب الذهني اهتماماً كبيراً من الأهالي والمدارس التعليمية الخاصة، وأصبحت متاحة في دورات تدريبية بنوعيها الفيزيائي و الأونلاين، على يد مدربين معتمدين من أكاديميات متخصصة.

وتدرس مادة الحساب الذهني في كثير من المدارس الخاصة وعدد من المدارس العامة ورياض الأطفال والمراكز التعليمية في منطقة إدلب والمدن الرئيسية.

يعتبر تفوق أطفال الشمال السوري في مسابقة الحساب الذهني إنجازاً يعكس قدراتهم وإصرارهم على النجاح رغم التحديات الكبيرة التي يواجهونها، مثل هذه المبادرات تثبت أن التعليم والمثابرة يمكن أن يكونا وسيلة لتغيير مصير الأجيال الشابة في المناطق التي تعاني من عدم الاستقرار والصعوبات الأمنية.

مقالات ذات صلة