تصاعدت في الآونة الأخيرة حدة الانتقادات الموجهة إلى فرع الهلال الأحمر التابع للنظام السوري في مدينة دير الزور شرق سوريا، حيث اتهم الأهالي المنظمة بالتمييز في توزيع المساعدات الإنسانية واستبعاد الفئات الأكثر احتياجاً.
ووفقاً لشهادات السكان المحليين، فإن الهلال الأحمر يضع شروطاً وصفوها بـ “التعجيزية” لتسجيل المستفيدين من برامج المساعدات.
ومن بين هذه الشروط: استبعاد الأرامل اللواتي لديهن أبناء تجاوزوا سن الـ18 عاماً، حتى لو كانوا طلاباً، عدم تسجيل المطلقات اللواتي لديهن طفل واحد أو اثنين، واشتراط تقديم عقد إيجار، وهو أمر غير شائع في المنطقة.
وعبّر العديد من الأهالي عن استيائهم من سلوك بعض المتطوعين في مراكز التسجيل، متهمين إياهم بالسخرية من المحتاجين والتعامل معهم بطريقة غير لائقة.
كما أشار بعض السكان إلى وجود محسوبية في عملية التوزيع، حيث يتم تسجيل أشخاص ميسورين وإعطائهم المساعدات، بينما يتم تجاهل الحالات الأكثر احتياجاً.
وقال أحد المواطنين: “هناك أشخاص وضعهم المادي جيد جداً، ومع ذلك فهم مسجلون ويحصلون على المساعدات. بيوتهم ملك وليسوا مستأجرين، وليسوا من الأرامل أو المطلقات أو الفقراء، والسبب الوحيد لحصولهم على المساعدات هو امتلاكهم لواسطة (علاقات شخصية)”.
وأضاف آخرون أن بعض الأشخاص المسجلين منذ سنوات لم يتلقوا أي مساعدات، مما يثير الشكوك حول آلية التوزيع وشفافيتها.
من جانبهم، عبّر بعض المتضررين عن إحباطهم من الإجراءات المعقدة والمماطلة في عملية التسجيل، وقالت إحدى السيدات المطلقات: “ذهبت اليوم إلى مركز التسجيل، لكنهم رفضوا تسجيلي لأنني ليس لدي أطفال، أنا أتفهم أنني قد لا أكون مؤهلة للتسجيل، لكن السؤال هو: لماذا فتحوا باب التسجيل للمطلقات والأرامل إذا كانوا سيرفضون بعضهن؟”.
وفي ظل هذه الشكاوى المتزايدة، يطالب الأهالي بمراجعة شاملة لآليات عمل الهلال الأحمر في المنطقة، وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها الحقيقيين دون تمييز أو محسوبية.
يذكر أنه في أيار/مايو الماضي، أفاد عدد من سكان أحياء دير الزور، بأن الهلال الأحمر حرم العديد من أهالي دير الزور وضواحيها من المساعدات الإنسانية المستحقة لهم بما في ذلك خزانات المياه، وذلك بتواطؤ مع الميليشيات الإيرانية الناشطة في المنطقة.
وتهدف هذه الممارسات لدفع المدنيين إلى اليأس والانضمام إلى صفوف الميليشيات، مستغلين حاجتهم الأساسية للمياه في ظل الظروف المعيشية الصعبة، حسب تعبير كثيرين.