صناعة بحرات الماء.. مهنة تنتقل من دمشق إلى إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

أتقن الشاب “أبو سليمان” مهنة تصميم الزخرفة بالرخام، وركز بشكل أساسي على صناعة بحرات الماء والنوافير التي كانت تشتهر بها البيوت القديمة في مدينته دمشق، قام بنقل هذه المهنة إلى إدلب، حيث لاقت إقبالًا واسعًا من المهتمين بالتراث المعماري القديم.

تعد بحرات الماء في البيوت العربية القديمة من أجمل وأهم المعالم العمرانية، حيث تتميز بموقعها المعروف في منتصف الفسحة السماوية “أرض الديار”، محاطة بأشجار الحمضيات والياسمين والورد الجوري.

“أبو سليمان”، وهو شاب في الثلاثينيات من عمره وأب لأربعة أطفال، يقيم في مدينة إدلب بعد نزوحه من دمشق قبل سبع سنوات، منذ طفولته، كان مهتمًا بتعلم فن زخرفة الرخام، فالتحق بإحدى الورش المتخصصة في هذا المجال.

يقول “أبو سليمان” إنه عمل في ورشة لصناعة الرخام لفترة طويلة حتى أتقن جميع مراحلها، ليؤسس بعدها عملًا خاصًا به في دمشق.

خلال سنوات الحرب في سوريا، نزح آلاف السوريين من مختلف المحافظات إلى الشمال السوري، وكان من بينهم “أبو سليمان” الذي أعاد تأسيس عمل جديد له في المكان الذي استقر فيه.

يقول: “بدأت مشروعي بإنشاء منشرة حجر صغيرة تحتوي على آليات عمل حديثة قمت باستيرادها من دمشق، بالإضافة إلى عدد من العمال لمتابعة مراحل العمل”.

يبدأ العمل بتصميم بعض الأشكال عبر برنامج مختص على اللابتوب، ثم ينفذ التصميم على أرض الواقع، يقول: “العمل يدوي بنسبة 70%، مما يتطلب عددًا كبيرًا من الأيدي العاملة، بالإضافة إلى بعض الآليات التي تقوم بتقطيع الأحجام والأشكال المطلوبة”.

عمل “أبو سليمان” على إحياء التراث العمراني العريق لمدينته دمشق من خلال اهتمامه بهذه الصناعة، وأضاف إليها لمسات خاصة به عبر تصاميم حديثة وألوان عصرية تحاكي التطور المعماري الحديث.

لاقت هذه المهنة إقبالًا واسعًا في إدلب، وأصبحت مطلوبة بشكل متزايد خلال الفترة الأخيرة، حيث تستخدم كنوع من أنواع الديكورات القديمة في المطاعم والمنتزهات وعلى شرفات المنازل.

مقالات ذات صلة