ظاهرة التخلي عن الأطفال حديثي الولادة تعود إلى الرقة

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

عادت ظاهرة رمي الأطفال حديثي الولادة إلى الواجهة في مدينة الرقة شرق سوريا، بعد فترة من الانحسار النسبي.

وفي المستجدات، تم العثور مؤخرًا على طفلة رضيعة ملقاة بالقرب من مجمع عشتار في المدينة، مما أثار موجة من ردود الفعل الغاضبة والمستنكرة بين السكان المحليين.

ووفقًا للتفاصيل الواردة، عثر أحد المارة على الطفلة بالقرب من مطعم عشتار على طريق حلب، جنوب دوار كسرة، حيث وصف شهود عيان الرجل الذي عثر على الطفلة بأنه “كبير في السن”.

هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في الرقة، ففي نهاية شهر حزيران/يونيو الماضي، تم العثور على طفل حديث الولادة ملقى في شوارع المدينة، وذلك بعد أسبوعين فقط من حادثة مماثلة حيث عُثر على طفل آخر أمام مسجد النور، كما شهد شهر نيسان/أبريل الماضي حادثة مماثلة أثارت غضب وسخط الأهالي.

وقد أثارت هذه الحوادث المتكررة تساؤلات عديدة حول الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، فبينما حذر البعض من التسرع في إطلاق الأحكام، أشار آخرون إلى أن الفقر قد يكون من الدوافع المحتملة وراء هذه الأفعال.

وعبر العديد من سكان مدينة الرقة عن استيائهم وحزنهم العميق إزاء حوادث العثور على أطفال حديثي الولادة في الشوارع.

وتنوعت ردود أفعالهم وتعليقاتهم على هذه الظاهرة المؤلمة، إذ علّق أحد السكان بحزن قائلاً “هناك من يتوسل إلى الله ويبذل كل ما في وسعه لينجب طفلاً، بينما يتخلى آخرون عن أطفالهم في الشوارع كأنهم أكياس قمامة. كيف يمكن لقلوبهم أن تسمح بذلك؟”.

وأظهر بعض الأشخاص استعدادهم لتبني هؤلاء الأطفال، فقد قال أحدهم: “لدي ثلاث بنات وولد واحد، كل بنت عندي تساوي مئة ولد، أقسم بالله أنني لو أعطوني إحدى هؤلاء الأطفال، سأتبناها وأربيها مع بناتي”.

وشاركت إحدى السيدات تجربتها الشخصية قائلة: “مررت بموقف مماثل قبل 15 يوماً، حيث وجدنا طفلة عمرها 3 أشهر، جميلة جداً ما شاء الله، كانت ملقاة بالقرب من مكاتب السيارات، وتركت أمها ورقة تحمل اسم الطفلة وعمرها والظروف التي دفعتها للتخلي عنها، والآن، أقوم بتربية هذه الطفلة في منزلي، وأحتسب ذلك عند الله”.

وأثارت هذه الحوادث تساؤلات جدية حول الأسباب الاجتماعية والاقتصادية وراء هذه الظاهرة، حيث تساءل البعض: “هل يمكن للفقر أن يدفع الإنسان للتخلي عن أطفاله؟ ولماذا ينجب الناس إذا كانوا يعانون من الفقر الشديد؟”.

وتعكس جميع هذه التعليقات مزيجاً من الغضب والحزن والتعاطف تجاه هذه القضية الإنسانية المعقدة، مع إشارة واضحة إلى الحاجة لمعالجة الأسباب الجذرية وراء هذه الظاهرة المؤلمة.

يذكر أن مدينة الرقة شهدت خلال العام الماضي 2023 عددًا من حالات العثور على أطفال حديثي الولادة ملقين في الشوارع، وفقًا لتقارير متفرقة نشرتها منصة SY24.

وتشير عودة هذه الظاهرة إلى الحاجة الملحة لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه المشكلة، وتوفير الدعم اللازم للأسر المحتاجة، وتعزيز الوعي المجتمعي حول حقوق الأطفال وأهمية حمايتهم.

وتبقى الأسئلة مطروحة حول الإجراءات التي يمكن اتخاذها لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، وكيفية معالجة الأسباب الجذرية التي تدفع بعض الأهالي للتخلي عن أطفالهم بهذه الطريقة المؤلمة، حسب عدد من أبناء المنطقة.

مقالات ذات صلة