تتصاعد المخاوف والتحذيرات بشأن المخاطر المحدقة بسلامة العاملين في محطات تكرير الوقود البدائية في شمال سوريا، وذلك في أعقاب حادث حريق جديد شهدته المنطقة مؤخراً.
وفي بيان صادر عن الدفاع المدني السوري، أفاد المصدر بأن حريقاً اندلع يوم الأربعاء الموافق 28 آب/أغسطس الجاري، في إحدى محطات تكرير الوقود البدائية الواقعة في قرية ترحين شرقي مدينة حلب.
وأوضح البيان أن سبب الحريق يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، بالإضافة إلى طبيعة العمل الخطرة في هذه المنشآت غير النظامية.
وأكد الدفاع المدني أن فرقه تمكنت من إخماد الحريق وتبريد المنطقة المتضررة، مما حال دون وقوع خسائر بشرية أو توسع رقعة الحريق إلى المناطق المجاورة.
وفي سياق متصل، شدد البيان على المخاطر المتعددة التي تهدد سلامة العاملين في هذه المحطات البدائية، والتي تشمل: الحرارة المرتفعة نظراً لطبيعة العمل في تكرير النفط وغياب معايير السلامة المهنية، الحرائق المفاجئة بسبب سوء التخزين وعدم وجود أنظمة إطفاء متطورة، الانفجارات نتيجة تراكم الغازات وعدم وجود أنظمة تهوية مناسبة، والانبعاثات السامة: التي تصدر عن عمليات التكرير غير المنضبطة، مما يشكل خطراً على صحة العاملين والسكان المجاورين.
ويأتي هذا الحادث ليسلط الضوء مجدداً على الظروف الخطيرة التي يعمل فيها آلاف السوريين في هذه المنشآت غير النظامية، والتي انتشرت بشكل كبير في مناطق شمال سوريا خلال سنوات الحرب، نتيجة لغياب مصادر الطاقة النظامية وارتفاع الطلب على المشتقات النفطية.
وقد دعا خبراء في مجال السلامة المهنية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتنظيم عمل هذه المحطات وتطبيق معايير السلامة الأساسية، مع التأكيد على أهمية توفير معدات الحماية الشخصية للعاملين وتدريبهم على إجراءات السلامة والطوارئ.
وقال الناشط في المجال الطبي والإغاثي شمال سوريا، مأمون سيد عيسى لمنصة SY24، إن “هذه الحراقات تعتمد على تسخين النفط الخام القادم من مناطق سيطرة قسد في درجات حرارة عالية، وبالتالي فإن الغاز الناجم عن الحرق يحوي العديد من المركبات العضوية المتطايرة، ومن ذلك البنزين والتولوين والزيلين والفورمالدهيد، ومن المعروف أنها مواد ملوثة ومسرطنة، وترتبط بقوة بسرطان الدم وغيره من أنواع السرطان المرتبطة بالدم، والتعرض الطويل الأمد لها يمكن أن يزيد كثيرا من خطر الإصابة بالسرطان”.
وأضاف أن “المشكلة الثانية، هي أن أغلب من يعمل في هذه الحراقات التي تتركز في ترحين منطقة الباب يعمل بها أطفال، خاصة في مجال تنظيف الحراقات من الفحم الناجم مما يعرضهم إضافة لخطر الإصابة بالسرطان إلى أمراض الربو والحساسية وغيرها من الأمراض الصدرية”.
وطالب ناشطون بضرورة إيجاد بدائل اقتصادية آمنة لهؤلاء العمال، مشيرين إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة هي التي تدفع الكثيرين للعمل في هذه المهن الخطرة رغم معرفتهم بمخاطرها.