شهدت البادية السورية، وتحديداً منطقة تدمر شرقي حمص، تطورات دراماتيكية في الأيام الأخيرة، حيث تم العثور على جثامين تسعة من عناصر قوات النظام السوري بعد فقدانهم لعدة أيام.
وتسلط هذه الحادثة، إلى جانب تكثيف العمليات العسكرية في المنطقة، الضوء على الوضع الأمني المتوتر في البادية السورية.
ووفقاً للمعلومات الواردة، عثرت قوات النظام السوري على جثامين تسعة من عناصرها في عمق بادية تدمر بريف حمص الشرقي.
وقد فُقد الاتصال بهذه المجموعة قبل أيام أثناء قيامهم بحملة تمشيط في المنطقة، حيث وجدت الجثث وعليها آثار طلقات نارية في الرأس، كما كانت أيديهم مكبلة، مما يشير إلى احتمال تعرضهم للإعدام.
وسارعت ميليشيات النظام إلى اتهام تنظيم داعش بالمسؤولية عن مقتل الجنود، ومع ذلك، فإن بعض المصادر تشكك في هذه الرواية، مشيرة إلى احتمال تورط ميليشيات إيرانية في الحادث.
ووفقاً لهذه المصادر، هناك مناطق تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية وتمنع اقتراب أي طرف منها، بما في ذلك قوات النظام السوري نفسه.
وبالتزامن مع هذه التطورات، شهدت البادية السورية تصعيداً عسكرياً ملحوظاً، فقد تم رصد غارات جوية روسية استهدفت مواقع في بادية الرصافة، الواقعة ضمن بادية الرقة الجنوبية.
وأشارت بعض المصادر إلى أن الحملة العسكرية الروسية، التي انطلقت منذ عدة أشهر في البادية السورية، تهدف بشكل رئيسي إلى: حماية حقول الغاز والفوسفات من هجمات محتملة لخلايا تنظيم داعش، وتأمين الطرق والقوافل النفطية من خلال إنشاء حواجز ونقاط تفتيش على الطرق الرئيسية.
ومؤخراً، أقرت قوات النظام السوري وميليشياته المتحالفة معه بوجود تهديد متزايد من تنظيم داعش في منطقة البادية السورية، بالتزامن مع استمرار الهجمات المباغتة التي يشنها التنظيم وخلاياه النائمة على أكثر من محور.
ومؤخراً، شهدت البادية السورية استنفاراً واسعاً للميليشيات الموالية للنظام السوري، حيث قامت قوات النظام وميليشياته بإرسال تعزيزات عسكرية ضخمة باتجاه عدة محاور للبادية، والتي تركزت معظمها في محور بادية حمص والمناطق المحيطة بها.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، كان من الملاحظ استمرار فقدان ميليشيا الدفاع الوطني عناصر لها وبظروف غامضة، إضافة إلى تكبدها خسائر بالعتاد والأرواح من جراء هجمات خلايا التنظيم في البادية السورية.