خبز التنور حلاً بديلاً تلجأ إليه العوائل الفقيرة في الشمال السوري

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

كل صباح، تجتمع نساء مخيم “السلطان” حول تنورهن لتحضير الخبز الطازج، وتوزيعه على العوائل الفقيرة في المخيم، ليكون قوت يومهم بعد عجزهم عن شراء الخبز من الأفران بسبب سوء وضعهم المادي.

تقطن آلاف العائلات السورية في مخيمات الشمال السوري، بحثاً عن مكان أكثر أماناً بعد تعرض موطنهم الأصلي للقصف الهمجي من قبل قوات النظام أو احتلاله بشكل كامل، مما أجبرهم على حياة قاسية بعيداً عن معالم الحياة الكريمة.

“خالدية”، سيدة أربعينية وأم لسبعة أطفال، تقيم في مخيم السلطان بالقرب من مدينة كللي شمالي إدلب بعد نزوحها من سهل الغاب إثر احتلال قوات النظام لبلدتها قبل سنوات.

لجأت “خالدية” إلى مخيم السلطان قبل أربع سنوات، إثر الحملة العسكرية الأخيرة على منطقتها، برفقة 200 عائلة أخرى، بعد أن فقدوا معظم أملاكهم من أراضٍ زراعية ومحاصيل، إضافة إلى منازلهم وأثاثها، ليخرجوا من بيوتهم ببعض الملابس فقط.

يعاني معظم سكان المخيم من ظروف اقتصادية صعبة ترهق كاهلهم، مما دفع أحد سكان المخيم الميسورين إلى التبرع للعوائل الفقيرة جداً والغير قادرة على شراء الخبز من الفرن بكمية من الطحين كل عدة أيام، إضافة إلى بناء تنور عام لتخبز عليه كافة نساء المخيم.

تقوم “خالدية” بعجن الطحين في منتصف الليل، ليكون جاهزاً للخبز في الصباح. تشعل تنورها مع بزوغ الفجر، وتجتمع النساء حولها لمساعدتها.

تقول السيدة إن نساء المخيم جميعهن يساعدن بعضهن البعض، وكل واحدة منهن تعمل في المرحلة التي تتقنها، حتى يحصل الجميع على خبز لذيذ المذاق.

يعد خبز التنور من الأطعمة التراثية القديمة التي تشتهر بها محافظة إدلب، ويتميز بطعمه المميز والمفضل لدى غالبية السكان.

“أم محمد”، سيدة تبلغ من العمر 51 عاماً، أرملة وأم لثمانية أطفال، اشترت تنوراً طينياً ووضعته على حافة الطريق بالقرب من مخيم “الكرامة” الذي تقيم فيه منذ سنوات.

تعمل أم محمد كل يوم لساعات طويلة من طلوع الشمس حتى المساء، حيث تقوم بإعداد فطائر التنور بأنواع عديدة مثل الفليفلة الحمراء، الجبنة، والزعتر، وتعرضها للبيع على المارة.

تقول: “إقبال الأهالي على شراء فطائر التنور أكثر من جيد، لأنه يذكرهم بتراثهم القديم، إضافة إلى طعمه المميز والمفضل لهم”.

ورغم توفر خبز الأفران في كافة مدن وبلدات الشمال السوري، إلا أن العديد من العوائل الفقيرة غير قادرة على شرائه، وتفضل إعداد خبز التنور أو الصاج باعتباره أوفر بكثير من خبز الأفران، رغم الجهد والوقت الطويل الذي يحتاجه لإعداده.

مقالات ذات صلة