تشهد مدينة الرقة شرق سوريا أزمة متصاعدة تتمثل في انتشار الكلاب الشاردة وما يرافقها من مخاوف صحية، وسط مطالبات متزايدة من الأهالي بضرورة توفير لقاح ضد داء الكلب وإيجاد حلول جذرية للمشكلة.
وعبّر العديد من سكان المدينة عن استيائهم من تفاقم الظاهرة، حيث أفاد أحد الآباء بتعرض ابنه لعضة كلب أثناء سيره في الحي، وكشف عن معاناته في محاولة الحصول على العلاج اللازم.
وأضاف قائلاً: “أخذت طفلي إلى المستشفى الوطني فطلبوا مني نقله إلى مستشفى الأطفال، والمصيبة أني أخذته إلى مستشفى الأطفال ولكنهم أخبروني أنه لا يوجد عندنا دواء لداء الكَلَب”، ولفت إلى أنه اضطر للبحث في صيدليات المدينة حتى تمكن من العثور على اللقاح بتكلفة بلغت 150 ألف ليرة سورية.
وتكشف هذه الحادثة عن قصور واضح في النظام الصحي بالمدينة، حيث يعاني المواطنون من صعوبة في الحصول على الرعاية الطبية الأساسية وعدم توفر اللقاحات الضرورية في المستشفيات العامة، بحسب شهادات عدد منهم.
ومن جانب آخر، يشكو الأهالي من الإزعاج الليلي الذي تسببه الكلاب الشاردة، حيث تحدث أحد السكان عن معاناته قائلاً: “من بعد الساعة الواحدة ليلاً تبدأ الكلاب الشاردة بالتجمع في حارتنا حتى ساعات الفجر الأولى”، وأضاف أن هذا الوضع يثير الخوف لدى الأطفال ويسبب الأرق للكبار.
وفي ظل عجز السلطات المحلية عن معالجة المشكلة، لجأ بعض السكان إلى التفكير في حلول فردية، حيث أشار أحدهم إلى رغبته في الحصول على سلاح للدفاع عن نفسه وعائلته من خطر الكلاب الشاردة، بحسب كلامه.
ويرى المواطنون أن هناك تقصيراً واضحاً من قبل البلدية في التعامل مع هذه الظاهرة، حيث طالب أحد السكان قائلاً: “يجب أن يجدوا الحلول اللازمة لهذه المشكلة إضافة إلى ضرورة تأمين اللقاح”، كما أشار آخر إلى أن “البلدية عاجزة عن تسيير دورية تخلصنا من هذه الكلاب الشاردة”.
وتأتي هذه الأزمة في سياق أوسع من التحديات التي تواجه مدينة الرقة، حيث أشار بعض السكان إلى وجود “تقصير سيئ بكل المجالات الصحية والاقتصادية والخدمية”.
وتبرز الحاجة الملحة لتدخل السلطات المحلية والمنظمات الصحية لمعالجة مشكلة الكلاب الشاردة في الرقة، وتوفير اللقاحات اللازمة في المستشفيات العامة، بالإضافة إلى تنفيذ حملات توعية للمواطنين حول كيفية التعامل مع هذه الظاهرة وطرق الوقاية من مخاطرها الصحية.
