إتاوات وتهديدات تلاحق تجار المواد الغذائية شرق دير الزور

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص-SY24

تفيد الأنباء الواردة من المنطقة الشرقية بتزايد حوادث الابتزاز والتهديد ضد تجار المواد الغذائية في ريف دير الزور الشرقي.

وتثير هذه الأحداث مخاوف جدية حول الأمن والاستقرار في المنطقة، وتسلط الضوء على التحديات التي تواجه السكان المحليين في ظل استمرار نشاط الخلايا النائمة.

وفي المستجدات تعرض منزل أحد التجار في قرية ابريهة لهجوم مسلح من قبل مجهولين استخدموا فيه أسلحة رشاشة.

ووفقاً لمصادر محلية وناشطين في المنطقة، يأتي هذا الهجوم بعد أيام قليلة من تعرض التاجر لمحاولة ابتزاز، حيث طُلب منه دفع “إتاوة” مالية تحت مسمى “الزكاة”، وذلك بموجب رسالة تهديد تحمل ختم تنظيم داعش.

وأشار كثيرون إلى أن التاجر المستهدف الذي يعمل في مجال المواد الغذائية، هو مدني لا ينتمي لأي جهة عسكرية أو سياسية، مما يجعله – ومثله العديد من التجار المدنيين – هدفاً سهلاً لمثل هذه الممارسات الإجرامية، حسب وصفهم.

ويسلط هذا الحادث الضوء على الوضع الهش الذي يعيشه المدنيون، وخاصة أصحاب الأعمال، في المناطق التي لا تزال تشهد نشاطاً لتنظيم داعش وخلاياه النائمة.

وتشير التقارير الواردة من المنطقة إلى أن حادثة التاجر المذكور ليست معزولة، بل هي جزء من نمط متزايد من الابتزاز والتهديد يستهدف تجار المواد الغذائية على وجه الخصوص.

ويبدو أن التنظيم يسعى لاستغلال هؤلاء التجار كمصدر للتمويل، مستغلاً ضعف السيطرة الأمنية في بعض المناطق النائية من ريف دير الزور.

وتثير هذه التطورات مخاوف جدية لدى السكان المحليين والمراقبين على حد سواء، فمن ناحية، تهدد هذه الممارسات استقرار سلسلة الإمداد الغذائي في المنطقة، حيث قد يضطر بعض التجار إلى إغلاق أعمالهم أو الانتقال إلى مناطق أكثر أمناً، مما قد يؤدي إلى نقص في المواد الغذائية وارتفاع في الأسعار.

ومن ناحية أخرى، تشير هذه الحوادث إلى استمرار قدرة تنظيم داعش على العمل والتأثير في المنطقة، رغم الإعلانات المتكررة عن هزيمته.

ودعا ناشطون وسكان محليون السلطات المحلية والقوات الأمنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين، وخاصة التجار، من هذه التهديدات.

كما طالبوا بتكثيف الجهود الاستخباراتية والعسكرية للقضاء على خلايا التنظيم النائمة في المنطقة.

ويواجه سكان شرق دير الزور وفي ظل هذه التطورات تحدياً مزدوجاً: الحفاظ على أمنهم الشخصي من جهة، وضمان استمرار تدفق المواد الغذائية الأساسية من جهة أخرى.

وبشكل عام، يواجه التجار والصرافون ومستثمرو آبار النفط في شرق سوريا تهديدات مباشرة من تنظيم داعش، حيث باتت أعمالهم تحت رحمة خلايا التنظيم التي تفرض عليهم ما تسميه “زكاة” على أرباحهم.

ويعتبر مستثمرو آبار النفط الفئة الأكثر استهدافاً من قبل التنظيم، حيث يتعرضون لمضايقات مستمرة مما يشكل تهديداً مباشراً للاستثمارات في هذا القطاع الحيوي.

وفي سياق متصل، شهدت محافظتا الرقة ودير الزور سلسلة من الحوادث الأمنية خلال الأيام الماضية، مما يشير إلى احتمال تجدد نشاط تنظيم داعش في المنطقة.

وفي الرقة، ظهرت كتابات على جدران وسط المدينة تحمل شعارات تشبه تلك الخاصة بتنظيم داعش، متضمنة تهديدات ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وقد رجحت مصادر أمنية وقوف خلايا التنظيم وراء هذه الكتابات.

أما في دير الزور، فقد شنت مجموعات مسلحة مجهولة هجمات متعددة على مواقع تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في عدة بلدات، بما في ذلك النملية والشحيل ودرنج.

كما تبنى تنظيم داعش هجوماً بعبوة ناسفة استهدف آلية عسكرية في بلدة الجرذي، مما أسفر عن إصابة عنصرين.

وتأتي هذه الأحداث في سياق نشاط متزايد لخلايا داعش في المنطقة، رغم العمليات المستمرة التي تشنها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي، في حين تثير هذه التطورات مخاوف من احتمال عودة التنظيم وتأثيره على الاستقرار الأمني في شرق سوريا.

مقالات ذات صلة