تشهد مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة النظام السوري في شرق البلاد أزمة متصاعدة في قطاع الرعاية الصحية، حيث تلعب الواسطات والمحسوبيات دوراً كبيراً في التأثير على جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى.
وقد أكدت شكاوى متعددة من المواطنين على حالة مزرية في مستشفى الأسد، المستشفى الرئيسي في المدينة، حسب كثيرين.
وفي إحدى الحوادث الموثقة، اشتكت عائلة من سوء المعاملة التي تلقاها والدهم المريض عند نقله إلى المستشفى في حالة طارئة.
وواجهت العائلة صعوبات جمة داخل المستشفى، حيث وجدوا المبنى شبه خالٍ من الموظفين، مع عدم وجود من يستقبل المريض الذي كان يعاني من مشكلة في الدماغ.
وأشارت الشكوى إلى سوء الخدمة في قسم الأعصاب، حيث كانت هناك ممرضة واحدة فقط متواجدة، والتي وصفتها العائلة بأنها كانت غير متعاونة.
كما سلطت الضوء على مشاكل في البنية التحتية للمستشفى، مثل الأقفال المعطلة في دورات المياه، مما زاد من معاناة المرضى وذويهم، حسب العائلة نفسها.
وقد أثارت هذه الحادثة ردود فعل غاضبة من سكان المدينة، الذين عبروا عن استيائهم من الوضع المتردي في المستشفى.
وأشار العديد منهم إلى أن هذه المشاكل ليست جديدة، بل هي نمط متكرر من الإهمال وسوء الإدارة، كما انتقدوا بشدة نظام المحسوبيات السائد، حيث يحصل أصحاب “الواسطات” على رعاية أفضل، بينما يعاني الآخرون من الإهمال.
ومن بين الانتقادات الأخرى التي وجهها السكان: غياب الرقابة الفعالة من قبل مديرية الصحة على نظافة المستشفى وجودة الخدمات المقدمة، نقص حاد في الكوادر الطبية والتمريضية، رغم تخرج المئات سنوياً من المعاهد الصحية في المنطقة، تدني مستوى النظافة والاهتمام بالمرضى، مما دفع البعض لوصف المستشفى بأنه “مسلخ”، وعدم التزام بعض الموظفين بالدوام الرسمي، مما يؤدي إلى نقص في الخدمات المتاحة.
ودعا المواطنون السلطات المعنية إلى التدخل العاجل لتحسين الوضع الصحي في المدينة، مطالبين بإجراء جولات رقابية منتظمة وتعيين كوادر طبية إضافية وتحسين البنية التحتية للمستشفى.
كما طالبوا بوضع حد لنظام المحسوبيات الذي يؤثر سلباً على جودة الرعاية الصحية المقدمة لعموم المواطنين، وفق تعبيرهم.
يأتي هذا في وقت تعاني فيه المنطقة الشرقية خصوصا وسوريا عموما من أزمة اقتصادية وصحية متفاقمة، مما يزيد من التحديات التي تواجه القطاع الصحي في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.