تتكرر حوادث السقوط التي يتعرض لها العديد من الأطفال في مناطق متفرقة من الشمال السوري، سواء كان ذلك في الآبار والحفر المهجورة، أو من أماكن مرتفعة أثناء لعبهم، أو في حفر الصرف الصحي القريبة من التجمعات السكنية في بعض المخيمات.
ويوم أمس، سقط طفل يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا في بئر ارتوازي في قرية ككلجة بريف جرابلس شرقي حلب، وبعد جهود استمرت لساعات، تمكنت فرق الإنقاذ في الدفاع المدني السوري من إخراجه وإسعافه مباشرة.
وذكر الفريق أن الطفل “أحمد مواس” كان عالقاً على عمق 50 متراً داخل بئر مياه ارتوازي يبلغ عمقه 80 مترًا، بقطر ضيق وطبيعة أرض صخرية.
وقد سجلت مناطق عدة في شمال غربي سوريا حوادث مشابهة في العام الماضي، وكان معظم ضحاياها من الأطفال، إذ تُعد ظاهرة الآبار المكشوفة من أبرز المخاطر التي تهدد الأهالي والمزارعين وأطفالهم ومواشيهم أيضًا، ولا سيما أن معظم هذه الآبار غير واضحة وليست مرتفعة عن سطح الأرض، ويصعب تمييزها ليلاً بسبب تراكم الأتربة حول فوهتها، مما يجعلها مصدر خطر على الإنسان والحيوان معًا.
وفي ضوء تكرار حوادث سقوط المدنيين في الآبار المفتوحة بعدة مناطق شمال غربي سوريا، قامت فرق الدفاع المدني السوري بحملات لردم عدد كبير من الآبار المهجورة وإغلاق الحفر العميقة.
وتواصل هذه الفرق بشكل مستمر تأمين الآبار المكشوفة والمهجورة في شمال غربي سوريا، منعاً لسقوط المدنيين والأطفال فيها. وقد أمّنت عددًا كبيرًا منها خلال الأشهر الماضية عن طريق ردم الآبار المهجورة وإغلاق فوهة الآبار المستخدمة.
كما حذرت الفرق عبر معرفاتها الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي الأهالي، ولا سيما المزارعين، من ترك الآبار التي يستخدمونها مكشوفة، وضرورة إبلاغ الفرق عن أي آبار مفتوحة أو حفر عميقة موجودة في مناطقهم أو محيط منازلهم ومزارعهم لتقوم الفرق بالتعامل معها وتأمينها لحمايتهم وحماية أطفالهم.
يُظهر تكرار حوادث السقوط في الآبار المكشوفة في الشمال السوري مدى الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير وقائية فعّالة، وتبقى الجهود التي تبذلها فرق الدفاع المدني السوري محورية في حماية المدنيين، خصوصًا الأطفال، من مخاطر هذه الآبار، من الضروري تعزيز الوعي لدى الأهالي والمزارعين بضرورة الإبلاغ عن أي مخاطر محتملة والعمل على تأمينها لمنع وقوع مزيد من الحوادث المؤسفة.
