يواجه معظم الشباب السوريين المقبلين على الزواج في دول اللجوء غلاءً كبيرًا في تحديد مهر العروس، إضافةً إلى شروط أخرى متعلقة بحفل الزفاف ومكان السكن.
“حسن” شاب في الثلاثين من عمره، لجأ إلى ألمانيا قبل تسع سنوات ليكمل دراسته في كلية الطب البشري ويؤسس حياةً خاصةً به، بعيدًا عن ظروف الحرب في سوريا.
بعد سنوات طويلة، تخرج “حسن” من كلية الطب البشري، وأصبح طبيبًا مختصًا في أحد المستشفيات الألمانية، تقدم لخطبة فتاة سورية مقيمة هناك ليجنب نفسه عناء إجراءات لم الشمل والصعوبات المرتبطة بها.
يقول: “كنت أظن أن خطبة فتاة سورية مقيمة في نفس البلد الذي أعيش فيه ستكون تكاليفها أقل بكثير من خطبة فتاة مقيمة في سوريا”.
انصدم “حسن” بغلاء مهور الفتيات السوريات في المغترب، إضافةً إلى كثرة طلبات وشروط أهل العروس والعروس نفسها.
يقول: إن “طلب أهل العروس مقدم 10 آلاف يورو، ويضاف إليه ضعف المبلغ كمؤخر، ليصل المجموع إلى 30 ألف يورو، بالإضافة إلى شروط متعددة لحفل الزفاف وتكاليف أخرى تفوق قدرتي المادية”.
تراجع “حسن” عن الخطبة بسبب إصرار أهل العروس على شروطهم وطلباتهم، وتقدم لخطبة فتاة أخرى مقيمة في سوريا لتسافر إليه بعد إتمام إجراءات لم الشمل.
ارتفاع مهر العروس في بلد اللجوء كان سببًا رئيسيًا في تأخر الكثير من الشباب في الزواج، بسبب عدم قدرتهم المادية على تغطية جميع متطلبات أهل العروس.
“أبو فرات” شاب في الثلاثين من عمره من مدينة حلب، لجأ إلى ألمانيا قبل أربع سنوات وعمل موظفًا عاديًا في إحدى مطاعم المدينة التي استقر بها، يقول: إنه “رغم الرواتب الجيدة التي تُخصص للموظف، إلا أن الحياة المعيشية غالية، من ضمنها أجور المواصلات وأجور السكن ومصاريف أخرى”.
قبل أشهر، تقدم الشاب لخطبة ابنة خاله المقيمة في نفس المدينة التي يسكنها، يقول: “صلة القرابة بيني وبين العروس كانت سببًا في تحديد مهر مناسب نوعًا ما، إضافة إلى تغاضي أهل العروس عن حفل الزفاف، حيث اقتصرت الحفلة على بعض الأصدقاء فقط”.
يأمل الكثير من الشباب اللاجئين في الدول الأوروبية في تأسيس حياة مستقرة ومتكاملة، بالإضافة إلى بناء أسرة سعيدة بعيدة عن ظروف الحرب في بلدهم، إلا أن شروط ومتطلبات أهل العروس تشكل عائقًا أمام تحقيق ذلك.