تشهد مدينة دير الزور شرق سوريا حالة من الاستنفار الأمني غير المسبوق، حيث انتشرت بشكل مكثف دوريات مشتركة بين أفرع الأمن وميليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام السوري، ما أثار حالة من الهلع والخوف في صفوف المدنيين.
ويأتي هذا الاستنفار الأمني المشدد على خلفية عدة تطورات متسارعة، أبرزها مقتل ضابط برتبة نقيب من قوات النظام السوري برصاص مجهولين قرب معبر البريد في مدينة الميادين، ما يشير إلى وجود تهديدات أمنية متزايدة في المنطقة.
كما شهدت المنطقة تدفقًا لحافلات محملة بزوار شيعة من جنسيات إيرانية وعراقية، عبر معبر البوكمال الحدودي مع العراق، متجهين إلى منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، ما زاد من التوترات الطائفية في المنطقة.
وفي السياق، قامت قوات النظام بحملة اعتقالات واسعة شملت العديد من الشبان بتهمة التخلف عن الخدمة الإلزامية، مما زاد من حالة الاحتقان الشعبي.
ويشير هذا الاستنفار الأمني إلى عدة دلالات مهمة، أبرزها أن هذا الاستنفار يعكس تزايد التهديدات الأمنية التي تواجهها قوات النظام في المنطقة وبخاصة من قبل خلايا تنظيم الدولة الإسلامية.
وتسعى قوات النظام من خلال هذا الاستنفار إلى فرض سيطرتها على المنطقة والحفاظ على الأمن، خاصة مع وجود تهديدات أمنية متزايدة.
وأعرب العديد من المواطنين في دير الزور عن قلقهم من هذا الاستنفار الأمني، مشيرين إلى أنه زاد من حالة الخوف والترقب في المدينة، كما انتقدوا حملات الاعتقالات التي طالت العديد من الشبان، معتبرين أنها تزيد من حالة الاحتقان الشعبي.
وفي هذا الجانب، قال الناشط السياسي يوسف الشامي لمنصة SY24، إن “كل هذه الحملات الأمنية مجرد مسرحيات لترهيب الأهالي وخاصة فئة الشباب لإجبارهم على الالتحاق بقوات النظام للقتال إلى جانبهم على جبهات البادية ضد داعش وخلاياه، إضافة إلى إجبار بعض الأشخاص على دفع الإتاوات لهؤلاء المجموعات الأمنية المدعومة من إيران وميلشياتها، أي أن الدوافع عسكرية واقتصادية بحتة”.
ورأى أن “ما يجري يعتبر انتهاكا واضحاً لحقوق الإنسان بحق المدنيين في المنطقة، ومحاولة لدفع الناس للخروج من المدينة وترك أملاكهم لعناصر الميليشيات وعائلاتهم ليستوطنوا فيها”، محذرا من تبعات هذه السلسلة من الانتهاكات التي تتفاقم يوما بعد يوم، حسب تعبيره.
ويشهد الوضع في دير الزور توترات متزايدة، حيث يسعى النظام إلى فرض سيطرته على المنطقة في ظل تهديدات أمنية متزايدة.
يشار إلى أنه بين فترة وأخرى تنفذ الميليشيات الإيرانية وبالتعاون مع قوات أمن النظام السوري، حملة اعتقالات تطال عدداً كبير من العناصر السوريين المنتسبين لتلك الميليشيات في مناطق متفرقة من دير الزور الخاضعة لسيطرتها.