نظمت منظمة سنابل الفرات جلسة حوارية هامة في قاعة المجلس المدني بمنطقة المعامل في دير الزور شرقي سوريا.
وجمعت هذه الجلسة بين مسؤولي الهيئات واللجان التابعة للمجلس المدني والنساء العائدات من مخيم الهول، في خطوة تهدف إلى تعزيز التواصل المباشر بين صناع القرار والفئات المتضررة من النزاع.
وتميزت الجلسة بعرض شامل للخدمات والأعمال التي تقدمها كل لجنة، مما أتاح للحاضرين فرصة الاطلاع على الجهود المبذولة لدعم المجتمع المحلي.
وأكد القائمون على الجلسة أن الهدف الرئيسي كان الاستماع إلى معاناة العائدات من مخيم الهول وفهم احتياجاتهن بشكل مباشر.
وعبّرت “أم أحمد”، إحدى العائدات من المخيم، عن تقديرها للجلسة الحوارية، مشيرة إلى أن النساء العائدات يمثلن “الفئة الأكثر تضررا في المجتمع”.
وقدمت “أم أحمد” مجموعة من المطالب الملحة، منها: دعوة لجنة الصحة لتوفير العلاج الفيزيائي لأبناء العائدات من ذوي الاحتياجات الخاصة، المطالبة بتقديم الدعم النفسي للنساء والأطفال، حث لجنة التربية والتعليم على تسهيل عودة الأطفال إلى المدارس، مناشدة لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل لتوفير فرص عمل للنساء العائدات، الإلحاح على توفير الأوراق الثبوتية، وخاصة دفتر العائلة، والتأكيد على ضرورة تأمين الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء ومياه الشرب.
اختتمت الجلسة بمجموعة من التوصيات والمقترحات الهادفة إلى تخفيف المعاناة عن العوائل العائدة من مخيم الهول ومساعدتهم على إعادة الاندماج في المجتمع.
وتعكس هذه الخطوة جهودًا حثيثة لمعالجة التحديات التي تواجه هذه الفئة الضعيفة وتسهيل عودتهم إلى الحياة الطبيعية.
وفي هذا الجانب، قالت الناشطة الإنسانية وفي مجال المناصرة، إيمان الظريفي لمنصة SY24، إن “مثل هذه الجلسات الحوارية تبقى خطوة هامة نحو فهم أعمق لاحتياجات هذه الفئة وإيجاد حلول عملية لمشاكلهم”.
وأضافت أنه “من المهم الاستمرار في الوقوف على أهم المطالب التي تنادي بها العائدات من مخيم الهول لهن ولأطفالهن، في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية المتفاقمة شرق سوريا”.
ورأت أن “على وسائل الإعلام المختلفة تسليط الضوء على قصص نجاح هؤلاء النساء العائدات إلى الحياة مجددا من مخيم الهول في الاندماج بالمجتمع من جديد، ما يعطي صورة إيجابية عن الجهود المبذولة لدعم هذه الفئة الضعيفة سواء من النساء أو الأطفال أو حتى كبار السن، على أمل إخراج كل العائلات السورية من داخل مخيم الهول ليعودا إلى مدنهم وقراهم في عموم أنحاء سورية وبالأخص المنطقة الشرقية”.
يشار إلى أن هذه المبادرة تأتي في إطار الجهود المستمرة لإعادة دمج العائدين من مخيم الهول في المجتمع السوري، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا نظرًا للظروف الصعبة التي عاشوها في المخيم والوضع الاقتصادي والاجتماعي المعقد في سوريا.