في تطور خطير يهدد أمن وسلامة المدنيين في شمال سوريا، أفاد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عن سلسلة من الهجمات بالطائرات المسيرة الانتحارية (الدرونز) التي نفذتها قوات النظام السوري في محافظتي إدلب وحلب خلال اليومين الماضيين.
ففي صباح يوم الثلاثاء 3 أيلول/سبتمبر، تعرضت سيارة مدنية للاستهداف بواسطة طائرة مسيرة انتحارية في بلدة كتيان شمال شرقي إدلب.
وأكد الدفاع المدني أن الهجوم أدى إلى تدمير السيارة بالكامل، لكن لحسن الحظ لم يسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين.
ويأتي هذا الحادث في أعقاب هجوم مماثل وقع يوم الإثنين 2 أيلول/سبتمبر، حيث استهدفت قوات النظام بلدة كفرنوران غربي حلب بالطائرات المسيرة الانتحارية، حيث أسفر هذا الهجوم عن إصابة 13 مدنيًا، من بينهم ثلاثة أطفال، بجروح وصفت بعضها بالخطيرة.
ووصف الدفاع المدني هذه الهجمات بأنها “رسائل موت” تحملها الطائرات المسيرة الانتحارية، مستهدفة المدنيين الذين يسعون لكسب رزقهم وتأمين احتياجات أطفالهم.
وأضاف أن هذه الهجمات الممنهجة تهدد حياة السكان وتقوض أنشطتهم اليومية وتحركاتهم، كما تعيق عملهم في المزارع في مناطق واسعة من أرياف إدلب وحلب وسهل الغاب.
وحذر الدفاع المدني من أن هذه الهجمات المتكررة بالطائرات المسيرة تشكل تهديدًا متزايدًا لحياة المدنيين في شمال غربي سوريا، مما يؤدي إلى تقييد حركتهم وإعاقة أنشطتهم اليومية في المناطق المتضررة.
وفي هذا الصدد، قال العامل في الشأن الإغاثي والطبي، مأمون سيد عيسى لمنصة SY24: “لا يلتزم النظام باتفاقات وقف إطلاق النار منذ اليوم الأول لتوقيعها، أما الضامن الروسي فهو ضامن بالاسم وليس لديه مبدأ ولا كلمة ولا مصداقية”.
وأضاف أن “المسيرات هي صناعة إيرانية وأداة جديدة للقتل تضاف إلى البراميل كأداة قتل ليست مكلفة ويتم التحكم بها من خطوط التماس لتقتل السوريين”.
وتابع “لذلك يجب الرد على كل انتهاك لوقف اطلاق النار الذي يضيف قوائم جديدة من السوريين من المدنيين ضحايا النظام المجرم وحلفائه”.
وتسلط هذه التطورات الضوء على الوضع الأمني المتدهور في المنطقة وتثير مخاوف جدية بشأن سلامة السكان المدنيين. ويدعو المراقبون المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذه الهجمات وحماية المدنيين في شمال سوريا.