تشهد مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي توتراً كبيراً، مع بدء قوات النظام السوري حملة أمنية واسعة النطاق في المدينة.
وبحسب الأنباء الواردة من الريف الشمالي لحمص، يشارك في الحملة ما يقارب 400 عنصر مدعومين بآليات عسكرية ثقيلة.
وبدأت العملية بعد مفاوضات بين قوات النظام ووجهاء المدينة، حيث تعهد النظام بعدم اقتحام المنازل أو إطلاق النار، ومع ذلك، أفاد ناشطون أن النظام كان قد وعد في البداية بالدخول لمدة ساعة واحدة فقط لأخذ الصور دون إجراء أي اعتقالات أو التعرض للسكان.
وتشير التقارير إلى أن الحملة تضم عناصر من الفرقة 25 مهام خاصة إلى جانب قوات من الحرس الجمهوري.
ويزعم النظام أن الهدف من العملية هو ملاحقة مطلوبين وأشخاص لم يلتزموا باتفاقية التسوية السابقة.
وبدأت قوات النظام، صباح اليوم الخميس، عمليات تمشيط في المزارع والأحياء المحيطة بالمدينة، مما أدى إلى نزوح العديد من السكان خوفاً من تصاعد العمليات العسكرية.
من جانبهم، وصف الموالون للنظام العملية بأنها تهدف إلى “القضاء على الجماعات الإرهابية” التي يتهمونها بنشر الفوضى في المنطقة وقطع الطريق بين حمص وحماة عدة مرات، حسب زعمهم.
في المقابل، حذر ناشطون معارضون أهالي تلبيسة من خطر الاعتقالات والانتهاكات، داعين إياهم إلى اليقظة ومنع أي استفزازات قد تؤدي إلى سفك الدماء أو اعتقال الشباب.
وحول ذلك، قال محمد الشيخ ابن مدينة حمص والمهجر إلى الشمال السوري لمنصة SY24، إن “النظام وميليشياته يسعى ومنذ عدة أشهر لبسط سيطرته والضغط على أهالي تلبيسة لإلحاق أبنائهم بالخدمة الإلزامية في صفوف قوات النظام للزج بهم على جبهات القتال في البادية السورية ضد داعش”.
كما يسعى النظام لجعل هذه المنطقة وما حولها بريف حمص الشمالي مرتعاً للميليشيات الإيرانية ومكاناً تتمركز فيه تلك الميليشيات وربما تتطور الأمور لإنشاء مراكز للميليشيات الإيرانية في هذه المنطقة، خاصة وأن المجموعات المدعومة من إيران تتخذ من تلك المنطقة نقطة لتهريب المخدرات، حسب تعبيره.
ويأتي هذا التصعيد في ظل توتر مستمر في المنطقة، حيث تسعى قوات النظام لتعزيز سيطرتها على ريف حمص الشمالي الذي شهد صراعات عنيفة خلال السنوات الماضية.
ووسط كل ذلك، لا يزال الوضع في تلبيسة متوتراً، في حين يراقب السكان والمراقبون تطورات الأحداث بقلق، خشية من تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية في المنطقة.