رحلة البحث عن منزل في إدلب بين استغلال السماسرة وارتفاع الأسعار

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

في ظل النزوح المستمر والمعاناة اليومية التي يعيشها المهجرون في الشمال السوري، يصبح البحث عن منزل للإيجار في مدينة إدلب تحدياً كبيراً ، خاصة مع الارتفاع المتزايد في أسعار الإيجار واستغلال السماسرة.

“حمزة” شاب في الثلاثين من عمره، واحد من آلاف المهجرين من ريف دمشق الذين يسعون جاهدين لتأمين مأوى لأسرهم، ومع ثلاثة أطفال ومسؤوليات ثقيلة، وجد نفسه في رحلة مضنية للبحث عن منزل يناسب احتياجاته وميزانيته في بيئة تتسم بالفوضى والاحتكار.

يصف حمزة معاناته في البحث عن منزل كل عدة أشهر بالأزمة المتجددة، فعملية البحث عن منزل للإيجار في إدلب تتطلب تخطيطاً طويل الأمد يصل إلى عدة أشهر، في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الإيجار، إذ تتراوح أجرة المنازل بين 75 دولاراً وتصل إلى 150 دولاراً ، مع دفع مقدّم لعدة أشهر، وأجرة مكتب قد تصل إلى نصف قيمة الأجرة.

بعد البحث بين المعارف والمكاتب العقارية، وجد الشاب نفسه غارقاً في فوضى سماسرة يتاجرون بنفس المنازل عبر مجموعات “الوتس آب” إذ يرسلون مقاطع الفيديو لنفس المنازل بأسعار مرتفعة، ومع كل خطوة كان يواجه مفاجآت جديدة، فإما أن تكون المنازل غير صالحة للسكن، أو يكون هناك وسطاء متعددون يتقاسمون الربح فيما بينهم.

يروي في حديثه إلينا أنه خلال بحثه عن منزل وجد نفسه أمام ثلاثة سماسرة يتفاوضون على نفس المنزل، فقط ليكتشف في النهاية أن صاحب البيت الحقيقي ليس من يتولى تأجير المنزل. رحلة حمزة التي لم تنتهِ بعد، تعكس معاناة واسعة النطاق للأهالي المهجرين والنازحين في إدلب، في ظل استغلال واضح للظروف الصعبة التي يعيشونها.

في النهاية، ما يزال حمزة والكثير من المهجرين في إدلب عالقين في دائرة مفرغة من السمسرة واستغلال الأسعار، وبينما ترتفع تكلفة الإيجار بشكل يصعب تحمله، يضطر هؤلاء إلى دفع أجور مقدمة وأتعاب مكاتب عقارية تزيد من أعبائهم المالية.

رحلة البحث عن منزل لا تتوقف عند حمزة فقط، بل هي جزء من واقع يومي تعيشه شريحة واسعة من السوريين، في انتظار حل ينهي معاناتهم ويعيد لهم بعضاً من الاستقرار المفقود.

مقالات ذات صلة