شهدت مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي حملة أمنية واسعة النطاق نفذتها قوات النظام السوري، في خطوة وصفها مراقبون بأنها “استعراض نصر وهمي”.
وأثارت هذه العملية جدلاً واسعاً حول أهدافها الحقيقية ونتائجها الفعلية على أرض الواقع، بحسب أهالي المدينة.
وبحسب الأخبار الآتية من المدينة، فإن ما جرى في تلبيسة لم يتعد كونه “تصويراً وبيانات خلبية” تهدف إلى الإعلان عن تطهير المدينة من الإرهاب، بحسب مزاعم النظام السوري وأذرعه الأمنية.
وقد سخر بعض المتابعين من ادعاءات النظام، مشيرين إلى أن قوات الأمن دخلت المدينة بحجة إلقاء القبض على الخارجين عن القانون، إلا أنه لم يتم اعتقال أي شخص.
بل على العكس من ذلك، فقد أفادت بعض المصادر أن المطلوبين أنفسهم رافقوا قوات النظام أثناء الحملة وتبادلوا معهم أطراف الحديث على “فنجان من الشاي”، وفقاً للساخرين.
ومن المفارقات اللافتة للنظر، أشارت بعض التقارير إلى أن بعض المتهمين بقيادة عصابات الخطف والسرقة في المدينة هم من قاموا بالبحث عن مطلوبين خلال الحملة، بل وقدموا هدايا لعناصر النظام في صورة سيارات مسروقة.
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر أن مجموعات ملثمة تابعة لقوات النظام والميليشيات الموالية له كانت متمركزة بالقرب من حاجز ملوك، استعداداً لأي هجوم محتمل من قبل شباب المدينة، حيث جاءت هذه المجموعات من القرى المجاورة الموالية للنظام.
وعقب انتهاء الحملة الأمنية، بدأت قوات النظام بالانسحاب باتجاه أوتوستراد حمص – حماة، تاركة وراءها تساؤلات عديدة حول الأهداف الحقيقية لهذه العملية.
ورأى محللون أن النظام يسعى من خلال هذه العملية الصورية إلى تحقيق عدة أهداف، من أبرزها: زرع صورة في نفوس الأهالي بأن الدولة قوية وأنه قد انتصر، وأن عليهم العودة إلى ما قبل عام 2011، الترويج إعلامياً على المستوى الدولي بأن النظام نجح في ضبط منطقة التسويات المشتعلة، الإيحاء بأنه تم توقيف العصابات التي تمتهن النهب والخطف، والتي يُشتبه بأنها في الأساس خلايا تابعة للنظام وتعمل بأوامر من الأفرع الأمنية لتحقيق أهدافهم في ضرب الحاضنة الشعبية، وتحقيق أهداف سياسية من خلال إظهار أن النظام لا يزال متماسكاً وقوياً، وبالتالي لا داعي لتطبيق قرارات دولية تهدف إلى إزاحة بشار الأسد وعائلته من السلطة.
وقال محمد الشيخ، أحد أبناء مدينة حمص والمهجر إلى الشمال السوري لمنصة SY24، إن “النظام يحاول تسليم المنطقة للميليشيات الإيرانية وهو سيناريو متوقع من قبل الأهالي، ومن أجل ذلك يختلق الحجج بأن هناك عصابات خطف وسلب تروع المدنيين، مع العلم أن جميع هؤلاء هم من التابعين للنظام ومجموعاته الأمنية”.
وأعرب الشيخ عن مخاوفه من أن النظام لن يهدأ حتى يزج بكل شباب الريف الشمالي لحمص على جبهات القتال ضد داعش في البادية السورية، لأنه يعاني من نقص واضح في عناصره الذين يفرون خوفا من هجمات التنظيم، حسب وجهة نظره.
وقبل يومين، بدأت قوات النظام السوري حملة أمنية واسعة النطاق في المدينة، شارك فيها ما يقارب 400 عنصر مدعومين بآليات عسكرية ثقيلة.
من جانبهم، وصف المؤيدون للنظام العملية بأنها تهدف إلى “القضاء على الجماعات الإرهابية” التي يتهمونها بنشر الفوضى في المنطقة وقطع الطريق بين حمص وحماة عدة مرات، حسب زعمهم.