شهدت بادية الرقة السورية، هجوماً مروعاً استهدف رعاة الأغنام، في حادثة تضاف إلى سلسلة من الاعتداءات المماثلة التي تشهدها المنطقة، ما أدى في الوقت ذاته إلى نفوق أكثر من 500 رأس غنم في أقل من شهر.
وقد وقع الهجوم، خلال اليومين الماضيين، بالقرب من جبل البشري، حيث هاجم مسلحون مجهولون رعاة أغنام ينحدرون من قرية السباخة الواقعة شرقي الرقة.
وفي تفاصيل الحادثة، أفاد عدد من أبناء بلدة السبخة شرق الرقة، أن المهاجمين قاموا بتقييد اثنين من الرعاة وتفخيخهما، ثم قاموا بتفجيرهما عند وصول الأهالي إليهما، في مشهد يعكس وحشية غير مسبوقة.
ولم يكتف المهاجمون بذلك، بل قاموا بإحراق صهريجي مياه وإطلاق النار على قطيع يضم أكثر من 300 رأس من الأغنام، مما أدى إلى نفوقها.
وتجدر الإشارة إلى أن منطقة البشري تشهد نشاطاً ملحوظاً للميليشيات الإيرانية، التي يتهمها السكان المحليون بالضلوع في مثل هذه الهجمات.
كما يُسجل نشاط لتنظيم داعش في المنطقة ذاتها، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني، حسب تعبير سكان المنطقة.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر متطابقة عن حادثة أخرى مماثلة وقعت في بادية معدان شرق الرقة، حيث لقي أحد الرعاة مصرعه، ونفق أكثر من 100 رأس من الأغنام في هجوم نفذه مسلحون مجهولون أثناء رعيه للأغنام.
وقد أثارت هذه الحوادث المتكررة ردود فعل متباينة بين الأهالي، فبينما استغرب البعض من توجه الرعاة إلى هذه المناطق الخطرة رغم التحذيرات المتكررة، عبّر آخرون عن استيائهم من تكرار مثل هذه الحوادث، متسائلين عن دور العشائر ورجالات البادية في حماية أبنائهم.
ودعا فريق ثالث أهالي معدان إلى البحث عن مصادر رزق بديلة حفاظاً على أرواحهم، بحسب آرائهم.
ويسلط تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية، وفق وصف الأهالي، الضوء على الوضع الأمني المتردي في المنطقة، ويطرح تساؤلات ملحة حول الإجراءات المتخذة لحماية المدنيين وسبل العيش في هذه المناطق النائية.
كما يُبرز الحاجة الماسة إلى تضافر الجهود المحلية والدولية لوضع حد لهذه الاعتداءات وتوفير الأمن والاستقرار لسكان المنطقة.
وحول ذلك، قال الناشط أبو عبد الله الحسكاوي، من أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، إن “الروايات متباينة حول الجهة التي تقف وراء استهداف رعاة الأغنام وماشيتهم في مناطق البادية السورية، ولكن على الأرجح أن الميليشيات الإيرانية هي من تقف وراء تلك الهجمات، غفي حين أن داعش وخلاياه تستهدف بشكل مركز صهاريج النفط ومستثمري آبار النفط في المنطقة”.
وأضاف أن التحذيرات مستمرة للرعاة بعدم التوجه إلى مناطق تنشط فيها ميليشيات إيرانية أو مناطق تتواجد فيها خلايا لداعش، ولكن للأسف كل هذه التحذيرات لا تلقى أي آذانٍ صاغية، وفق كلامه.
ومطلع أيلول/سبتمبر الجاري، قدم مجهولون على قتل اثنين من رعاة الأغنام، بالإضافة إلى ذبح قطيعهم الذي يضم أكثر من 500 رأس من الأغنام.
ومؤخراً، قام مسلحون مجهولون باستهداف رعاة الأغنام، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين، بالإضافة إلى سرقة قطيع من الأغنام، في بادية الرقة شرق سوريا.