تفيد الأنباء الواردة من مدينة الرقة شرق سوريا، بأن الأخطاء الطبية في بعض المستشفيات باتت تثير سخطًا واسعًا بين أهالي المرضى، وسط مطالبات بتحسين جودة الرعاية الصحية وتشديد الرقابة على الممارسات الطبية.
وفي المستجدات، وقعت حادثة مأساوية، حسب وصف الأهالي، مؤخرًا في إحدى المستشفيات بالرقة، حيث توفيت مريضة شابة بعد سلسلة من العمليات الجراحية المعقدة.
وبدأت القصة بإجراء عمليتين جراحيتين متزامنتين للمريضة – قيصرية وعملية فتق سري – استمرت لمدة ثلاث ساعات. قام بإجراء العمليتين (جراح عام وطبيب نسائية).
وبعد العمليتين، تدهورت حالة المريضة بشكل كبير، حيث عانت من خراج ونزيف في البطن. وعلى إثر ذلك، خضعت لعملية ثالثة لاستئصال الزائدة الدودية. خلال الأيام الأربعة التالية، احتاجت المريضة إلى 17 كيس دم، مما يشير إلى خطورة وضعها الصحي.
وادعى ذوو المريضة أن هناك إهمالاً من قبل الأطباء وطاقم المستشفى، مما أدى إلى انتشار الالتهاب في جسدها.
وفي محاولة أخيرة لإنقاذها، تم نقل المريضة إلى مستشفى الطب الحديث، لكنها فارقت الحياة بعد ساعتين فقط من وصولها إلى قسم العناية المركزة.
وأثارت هذه الحادثة جدلاً واسعًا في المدينة حول جودة الخدمات الطبية، حيث عبّر العديد من المواطنين عن استيائهم من مستوى الرعاية الصحية، مشيرين إلى وجود أخطاء طبية متكررة وممارسات غير مهنية.
وفي المقابل، دافع البعض عن الأطباء، مؤكدين أن الخطأ الطبي وارد وأن هؤلاء الأطباء معروفون بخبرتهم في مستشفيات دمشق، كما أشاروا إلى احتمال وجود عوامل أخرى ساهمت في وفاة المريضة، مثل الإهمال الشخصي.
وفي ضوء هذه الأحداث، طالب العديد من سكان الرقة بتحسين مستوى الخدمات الطبية وتشديد الرقابة على الممارسات الطبية.
كما دعوا الجهات المسؤولة عن قطاع الصحة إلى إجراء إصلاحات شاملة لتحسين الواقع الصحي في المدينة، حسب تعبيرهم.
ويأتي هذا الحادث ليسلط الضوء على التحديات التي يواجهها القطاع الصحي في مناطق شرق سوريا، وسط دعوات متزايدة لتطوير البنية التحتية الطبية وتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين.
ومطلع العام الجاري، تعالت أصوات عدد من سكان مدينة الرقة، للتأكيد على أن هناك تدني واضح في مستوى الخدمات الطبية.
وأشاروا إلى أن تراجع الواقع الطبي في المدينة يشكل عبئاً كبيراً على أهالي المدينة الذين يواجهون صعوبات جمة في الحصول على رعاية صحية مناسبة، حسب كلامهم.
ومؤخراً، اشتكى سكان الرقة من ارتفاع تكاليف أجور العمليات في عموم المستشفيات، معبّرين عن استيائهم من الأعباء المالية الباهظة التي باتت تُثقل كاهلهم.
